وأخرجه أيضا من حديث عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله : لا عدوى، وإذا رأيت المجدوم ، ففر منه كما تقر من الأسد . ثم ساق حديث ابن عباس رضى الله عنهما ، أن رسول الله قال : ولا تديموا النظر إلى المجذمين] ، وحديث عمرو بن الشريد ، عن أبيه ، كان في وقد تقيف رجل مجدوم . الحديث . وحديث جابر ، أن
النبى أخذ بيدر مجدوم فوضعها معه في القصعة ثم قال بسم الله ، يقة بالله ، وتوثلا عليها . وفى لفظ : بينا النبي يأكل ، إذ جاء مجدوم ، فقال: وأدن وثل بقة بالله وتوكلا عليه .
قال ابن خزيمة : النبي برافته ورحمته بأمته ، أمرهم بالفرار ن المجدوم ، كما نهى أن يورد الممرض على المصح، شفقة عليهم ، وخشية أنا يضيب بعض من يقرب من المجدوم الجذام ، والصحيح من الماشية الداء الذى بالمرضى منها، فيسبق إلى قلب بغض المسلمين ، أن من أصابه الجذام ، أعداه جدام صاحبه الأول، وكذا الماشية إذالر أصابها الجرب ، فيسبق إلى قلبه أن المرض الذى بالماشية الأولى أعداها، فيثبت العدوى التي نفاها النبي، وقال بعد نفيها : إنه إلا يعدى شىء شيئاه . فأمر باجتتاب ذلك ، ليسلم المسلمون من التصديق بإثبات العدوى . وقد أعلم النبي ، أن الطيرة شىء يجده الناس في صدورهم ، ثم أعلم أن التوثل يذهبها فكذلك الجدام والجرب ، لا يسلم من ضع توثله ، إذا أصاب بعض من قرب منه المجدوم الجذام ، أن يصدق بالعدوى والطبرة لضعف توثكله ، لان النبي أثبت العدوى بأمتره بالفرار من
المجدوم ، وبعثه إلى المجدوم ليرجع . ويؤيد هذا الجمع أثله مع المجذوم ثقة بالله وتوكلا عليه .
قال : وأما النهي عن إدامة النظر إلى المجدوم ، فعلى ما تقدم .
ويحتمل أيضا أن يكون معناه أن المجذوم يغتم ويكره أن يديم الصحيح النظر إليه ، لأنه قل من يكون به من العقلاء أفة إلا وهو يحب أن يسترها انتهي ملخصا وهو فى غاية التحقق والإتقان، وهو أولى عندى من الجمع الذى ذكره البيهقى ، وتبعه ابن الصلاح فمن بعده ، لأنه ينفى العدوى أصلا ، ورأسا ، كما صرحت به الأخبار الصحيحة . ويحمل ما ورد في ضدها على إرادة حسم المادة بخلاف ما جمعوا به ، فإنه يثبت العدوى في الجملة .
وقد قال [مالك ] رحمه الله - لما سئل عن الحديث في النظر إلى المجذومين -: ما سمعت فيه كراهية ، وما أرى ما جاء من النهي عن ذلك ، إلا مخافة أن يقع في نفس المؤمن شىء ، يعنى : فيقع في اعتقاد العدوى .
وأما ما أخرجه البيهفى ، من « طريق أبى إسحاق الهاشمى ، عن أبى هريرة رضى الله عنه ، أن رسول الله قال : ولا عدوى ، ولا يحل الممرض على المصح ، ويحل المصح حيث شاءء . قيل : ما بال ذلك
يا رسول الله قال : إنه أذى ، فهو ضعيف ، لأنه من زواية ابن لهيغة ، عن بكير ، عنه . و[أبو إسحاق الهاشمى ] مجهول وقد رواه عبدالملك بن محمد الرقاشى ، عن بشربن عمر .
الزهرانى ، عن مالك، عن بكير فقال: عن أبى عطية عن أبى هريرة . قال البيهقى ، إن كان الرقاشى حفظه فهو غريب.
صفحة غير معروفة