يقول : وإنكم ستقدمون الشام ، فتنزلون أرضا يقال لها : جسر موبسة فيخرج فيكم خرجان ( لها ذناب تذناب الدمل ، يستشهد الله أنفسكم ودراريكم ، ويزكى به أعمالكم ، اللهم إن كنت تعلم أنى سمعت هذا من رسول الله ، فارزق معادا وأل معاذ الحظ الأوفر. . الحديث.
طريق أخرى لمعاذ بن جبل في ذلك رضى الله عنه .
قال أحمد : ثنا إسماعيل - هو ابن علية - ، عن أيوب، عن أبى قلابة ، أن الطاعون وقع بالشام ، فقال عمروبن العاص : إن هذا الرجز قد وقع ، ففروا منه فى الشعاب والاودية . فبلغ ذلك معادا ، فلم يصدقه بالذى قال ، فقال : بل هو شهادة ورحمة ودعوة نبيكم ، اللهم أعط معاذا وأهله نصيبهم من رحمتك . قال أبو قلابة : فعرفت الشهادة وعرفت الرحمة ولم أدر ما ودعوة نبيكم ه حتى أنبئت أن رسول الله بينما هو ذات ليلة يصلى ، إذ قال في دعائه : فحمى إذا أو طاعون ، فحمى إذا أو طاعونه ثلات مرات . فلما أضح ، قال له إنسان من أهله : يا رسول الله ، قد سمعتك الليلة تدعو بدعاء . قال: ووسمعته قال: نعم . قال: فإنى سالت ربى أن لا يهلك أمتى بسنة
فأعطانيها ، وسالته أن لا يلبسهم شيعا ويديق بعضهم بأس بعض فأبى على ،: أو قال: فمنفت - فقلت - حمى إذا أو طاعون ، حمى إذااأو طاعون - ثلاث مرات . رجاله تقات ، إلا أنه منقطع بين أبى قلابة ومعاذ ، وقد أخرج الكلاباذى في ومعانى الأخباره ، من طريق محمد بن إسحاق ، عن رجل ، عن أبى قلابة عبدالله بن زيد الجرمى ، أنه كان يقول : بلغنى من قول أبى عبيدة وقول معاذ أن هذا الوجع رحمة ربكم ، ودعوة نبيكم ر فكنت أقول : كيف دعا به رسول الله لأمته حتى حدثنى بعض من لا أنهم ، عن رسول الله، أنه سمعه يقول ، وجاءه جبريل فقال ز إن فناء أمتك بطعن أو طاعون . قال: فجعل رسول الله [يقول ]: [ اللهم فبالطاعون - مرتين -1 . قال نر فعرفت أنها الدعوة التى قال أبو عبيدة ومعاذ.
قلت: الطريق الأولى التى ساقها أحمد أصح رجالا من هذه ، لجهالة الواسطة بين [ابن ] إسحاق وأبى قلابة.
وقد تكلم الكلاباذى على رواية ابن إسحاق فقال: أخبر النبي أن فناء أمته يكون بأحد السنبين ، فعلم أن أحدهما - وهو الظعن - يكون إما من أعداء الدين الكفار، وإما من أعداء الدنيا كقطاع الطريق . وفى غليه كل منهما قهر للدين وأهله ، وهلاك الدنيا فرأى أن [فى ] الطاعون [سلامة الدين ، وإن فنى أهل الدين ، فاختار أن يكون فناء أمته مع سلامة الدين وأهله قال : ويجوز أن يكون إنما أراد بذلك تحصيل الشهادة لأمته،
قلت : أما تفسير الدعوة فلم يسم أبو قلابة من أخبره [به ] ، وأصح منه مخرجا ورجالا ما تقدم من حديث أبى موسى ، ومن حديث أخيه أبى بردة بن قيس ، أن النبي قال : [اللهم اجعل فناء أمتى بالطعن والطاعون. وقد تقدم جزم الزمخشرى ، بأن هذا هو المراد بقول معاذن دعوة نبيكم . ولا معارضة بين الخبرين ، إلا [أن ] في رواية أبى قلابة زيادة السبب. والمشكل إنما هو فى / رواية ابن إسحاق ، لأن ظاهرها اختيار أحد شيتين وقد تقدم فى الباب الثانى عدة أحاديث ، فيما يتعلق بالأية المذكورة، ذكرتها استطرادا في الكلام على حديث أبى موسى وأبى بردة . ويؤيد حديث أبى قلابة ، رواية أحمد في السبب ، ما تقدم هناك من حديث أبى مالك الأشجعى ، عن أبيه .
وللدعاء المذكور شاهد من حديث أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، أخرجه أبو يعلى من طريق القاسم ، عن أبى أمامة ، عنه ، قأل: كنت مع النبي في الغار فقال: واللهم طعنا وطاعواه فقلت : يا رسول الله ، إنى قد أعلم أنك قد سالت منايا أمتك ، وهدا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون؟ قال: دزب كالدمل ، إن طالت بك حياة ستراه . سنده ضعيف . فإن كان تابتا استقيد منه وقت الدعاء بذلك .
تنبيه وقع تقسير أرحمة ربكم و دعوة نبيكم ، ولم يقع تفسير أموت الصالحين قبلكم ، وذلك لأنه لم يقع في زواية أبى قلابة ، في رزايته عند أحمد ، لكنها وفعت عن معاذ وأبى عبيدة عند الكلاباذى . وكدا وقع : في رواية غيره كما تقدم في الطرق الأخرى وقد تكلم عليه الكلاباذى فقال: يجوز أن يكون المراد بالصالحين بنى اإسرائيل، لأنهم قبل هذه الأمة، وقد وقع فيهم الطاعون : فساق القصة التي أوردتها في أول هذا البأب، من طريق محمد بن إسحاق ، عن سالم أبى النضر ، فى شأن بلعم ، ثم قال : وكان ذلك من الله تطهيرم لبنتى إسرائيل وكفارة لما كان منهم من السكوت عن زمرى وما فعله هو ومن فعل غيره ، كما قتل بعضهم بعضا كفارة لمن كبان منهم عبد العجل ، لما تأبوا إلى الله تعالى واستسلموا له . فهم صالحون لأنهم تأثبون ، فيجوز أن يكوبوا المراد، والله أعلم طريق أخرى عن معاذ رضى الله عنه : أخرج الطبرانى في « الكبيرة ، : من طريق كثير بن مرة عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال: قال رسول الله وتنزلون منزلا يقال له : الجابية - أأو الجويبية -، يصيكم فيه داء مثل غدة الجمل
يستشهد الله به أنفسكم ودراريكم ، ويزكى به أعمالكمه . وفى سنده الحسن بن يحيى الخشنى - بمعجمة مضمومة ثم معجمة مفتوحة ثم نون فيه ضعف .
صفحة غير معروفة