ويرى القارئ هذه الكلمة عن عواطف أهل الحضر:
وقلما يصدق للحضريين حب، أو تبقى لهم صبابة؛ إذ يرون من متممات الظرف، ومكملات الأدب، أن يحيى الرجل بعين باكية، وقلب خفاق، فلا يزالون يتلمسون الهوى، ويتحسسون الصبابة، حتى تتاح إليهم أسبابها، وتساق إليهم همومها.
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه
فمن المطالب والقتيل القاتل
وهذه مسألة فيها نظر - كما يقولون - ولا أستطيع أن أعد ما في كتاب «حب ابن أبي ربيعة وشعره» من الهفوات، ولكني أحمد الله على أن وفقت إلى تصوير ابن أبي ربيعة وتمثيل حياته، حتى كأنك تراه.
ولا يفوتني أن أذكر أن حضرة صاحب الفضيلة الشيخ مصطفى القاياتي قرظه بكلمة بارعة، نشرتها في مقدمة الكتاب، لا حبا في الثناء، ولكن حرصا على هذا الأثر النفيس، وأسأل الله التوفيق إلى تحقيق ما أطمح إليه من إحياء الآداب العربية، وهو حسبي ونعم الوكيل.
ذكرى صديق
كان مسلم بن الوليد يعجب من اتفاق اليأس والحنين، وكنت أشاطره العجب، فأترنم بقوله:
حنين ويأس كيف يلتقيان
مقيلاهما في القلب مختلفان
صفحة غير معروفة