============================================================
ذكر سلطنة الملك المظفر سيف الدين قطز المعزى وهو الثالث من الترك وأولادهم (154 ب) بالديار المصرية، وكان أصله من مماليك المعز أيبك التركمافى .
1 قيل، إن قطز لم يكن مرقوقا ، وإنما أخذ من سبايا التتر، وقدم إلى الملك المعز فرقى حتى صار أتابك العسا كر بمصر، ثم بقق سلعلان مصر: قال ابن الجوزى : كان قطز فى رق ابن الزعيم ، فلطعه يوما على وجهه ، فبكى 6 بكاء شديدا ، فقيل له : (من لطمة واحدة ، تبكى هذا البكاء"؟ فقال : " إنا أبك من لعنته لابى وجدى، وهما أفضل منه) ، فقيل له : ( ومن أبوك وجدك، وهما من النصارى"؟ قال : ( بلى ، إنما أنا مسلم بن مسلم ، أنا كان اممى محمود بن ممدود 12 ابن اخت خوارزم شاد ، من أولاد ملوك الشرق، وإنما أخذونى من جملة سبايا التتر، لما وقعت الكسرة عليهم)؟ فعلى هذا الحكم لم يكن قطز مرقوقا .
فالما خلع الملك المنصور من السلطنة، بويع قطز يوم السبت سابع عشر ذى القعدة 1 سنه سبع وخسين وستائة: اماتم أمره فى السلطنة ، عمل الموكب فى القاعة ، فلما طلع الأمراء إلى القلعة، قبض على جماعة من اعيان خشداشينه المعزية، وقيدهم وأرساهم إلى السجن بثغر 18 دمياط والإسكندرية: فلما فعل ذلك استقامت احواله فى اللطنة، وأنشأ له عصبة من الأمراء، فأخلم (6) مر قوقا : يعنى من الرقيق.
(7) فرقى : فرقا.
(11) بلى : بلا.
(12) سيايا: سبيا.
(14) ذى التعدة : ذى قعدة.
صفحة ٣٠٣