إي والحق، إني أعجب لكائن ينكر كيانه.
نجيب (متهيجا) :
قد آمنت بكياني يا سيدتي، ومن يسمعك متكلمة ولا يؤمن كان أشبه بالصخر منه بالإنسان.
العلوية :
إن الله وضع في كل نفس رسولا ليسير بنا إلى النور. ولكن، في الناس من يبحث عن الحياة في خارجه والحياة في داخله ولكنه لا يعلم.
نجيب :
أليس في خارجنا أنوار لا نستطيع بدونها الوصول إلى ما في أعماقنا؟ أليس في محيطنا قوى تستنهض قوانا ومؤثرات تنبه الغافل فينا؟ (يطرق هنيهة مترددا ثم يعود يقول):
أولم توح إليك روح والدك أمورا لا يعرفها سجين الجسد ورهين الأيام والليالي؟
العلوية :
أجل، ولكن عبثا يطرق الزائر باب البيت إذا لم يكن في داخل البيت من يسمع الطرقات ويقوم ليفتح في وجهه. إنما الإنسان كائن منتصب بين اللانهاية في باطنه واللانهاية في محيطه. فلو لم يكن فينا ما فينا لما كان في خارجنا ما في خارجنا. لقد ناجتني روح والدي؛ لأن روحي ناجتها وأوحت إلى عاقلتي الخارجية ما كانت تعرفه عاقلتي الباطنية، فلولا جوعي وعطشي لما حصلت على الخبز والماء، ولولا شوقي وحنيني لما لقيت موضوع شوقي وحنيني.
صفحة غير معروفة