بدائع السلك في طبائع الملك

ابن الأزرق ت. 896 هجري
81

بدائع السلك في طبائع الملك

محقق

علي سامي النشار

الناشر

وزارة الإعلام

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٨ هجري

مكان النشر

العراق

قلت من لَهُ همة علية يطْلب بعده مَا وَرَاء ذَلِك من الْملك الْكَبِير فِي الدَّار الْآخِرَة قَالَ عمر ابْن عبد الْعَزِيز ﵁ كَانَت لي نفس تواقة تاقت إِلَى الْإِمَارَة فَلَمَّا بلغتهَا تاقت إِلَى الْخلَافَة فَلَمَّا بلغتهَا تاقت إِلَى الْجنَّة الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة إِن الدولة إِذا تمهدت قد تَسْتَغْنِي عَن العصبية وسر ذَلِك أَن الدول الْعَامَّة فِي ابتدائها يصعب الانقياد لَهَا لغرابتها إِلَّا بتغلب قوى فَإِذا اسْتَقَرَّتْ رياستها فِي أهل النّصاب الْمَخْصُوص بِالْملكِ واستحكمت لَهُم صبغتها فَلَا يحْتَاج إِذْ ذَاك إِلَى كَبِير عِصَابَة وَيَكْفِي الِاسْتِظْهَار عَلَيْهَا أما بِالْمَوَالِي والمصطنعين أَو بالعصائب الخارجين عَن نَسَبهَا الداخلين فِي وليتها تَمْثِيل من مَشْهُور الدول الْوَاقِع فِيهَا ذَلِك مَا يذكر الدولة الأولى دولة بني الْعَبَّاس لما فَسدتْ عصبيتها فِي أَيَّام المعتصم وَابْنه الواثق واستظهروا بعد ذَلِك بِالْمَوَالِي من الْعَجم وَالتّرْك والديلم والسلجوقية وَغَيرهم إِلَى أَن تغلب الْعَجم على النواحي وتقلص ظلّ الدولة فَلم تعد أَعمال بَغْدَاد حَتَّى زحف إِلَيْهَا الديلم وملكوها وَصَارَ الخلائف فِي ملكهم إِلَى أَن ملك السلجوقية من بعدهمْ والخلائف كَذَلِك فِي حكمهم إِلَى أَن جَاءَ التتر فمحوا رسوم الدولة ونسخوها

1 / 113