112

بدائع السلك في طبائع الملك

محقق

علي سامي النشار

الناشر

وزارة الإعلام

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٨ هجري

مكان النشر

العراق

مزِيد قوتها بالتأكيد الإلهي كَمَا سلف ذكره لَا سِيمَا وَالدَّعْوَى بهَا الْعَظِيمَة وزمان وجودهَا مبدأ ظُهُور الخوارق الَّتِي هِيَ مشوبة بِظُهُور السَّاعَة وَالله أعلم بحقائق الْأُمُور الْمقَام الْخَامِس تحذير المنقلب فِي الْأُمُور عَن الإصغاء للمبتدعة والعامة والأغمار من الدهماء مِمَّن لَا برجع فِي ذَلِك إِلَى عقل يهديه ملا علم يبصره فَإِنَّهُم يتحينون ذَلِك على غير نِسْبَة وَفِي غير مَكَان تقليدا لما اشْتهر من ظُهُور رجل فاطمي وَلَا يعلمُونَ حَقِيقَة الْأَمر فِيهِ قَالَ وَأكْثر مَا يتحينونه فِي قاصية الممالك وأطراف الْعمرَان لبعدها من الدول ومنال أَحْكَامهَا كالزاب من إفريقيا والسوس من الْمغرب وتجد الْكثير من ضعفاء البصائر يقصدون رِبَاطًا لماسة من أَرض السوس يرصدون هُنَاكَ لِقَائِه زعما مِنْهُم أَنه يظْهر بذلك الرِّبَاط ويبايع فِيهِ قَالَ وَلَقَد يقْصد ذَلِك الْموقع كثير من ضعفاء الْعُقُول للتلبيس بدعوة تمنية النَّفس تَمامهَا وسواسا وحمقا وَقتل كثير مِنْهُم قلت وَذكر من ذَلِك بِاعْتِبَار من نجا مِنْهُم بِنَفسِهِ حكايتين الْحِكَايَة الأولى قَالَ أَخْبرنِي شَيخنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الابلى يَعْنِي الإِمَام الْعَلامَة رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ خرج برباط ماسة لأوّل الْمِائَة الثَّامِنَة عمر السُّلْطَان يُوسُف بن يَعْقُوب رجل من منتحلي التصوف يعرف التويزيري

1 / 145