الباعث على إنكار البدع والحوادث

أبو شامة ت. 665 هجري
78

الباعث على إنكار البدع والحوادث

محقق

عثمان أحمد عنبر

الناشر

دار الهدى

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٨ - ١٩٧٨

مكان النشر

القاهرة

قَرَأَ سُورَة الْأَعْرَاف فِي صَلَاة الْمغرب وَإِن كَانَ فرقها فِي الرَّكْعَتَيْنِ لِأَنَّهُ لم يقطع الصَّلَاة إِلَّا على تَمام السُّورَة تَنْزِيلا للْقِرَاءَة فِي رَكْعَات الصَّلَاة كالقراءة الْوَاحِدَة وَمِنْه حَدِيث جَابر فِي الْأَعرَابِي الَّذِي انْصَرف من الصَّلَاة خلف معَاذ فَإِنَّهُ سَمعه أَنه استفتح بِسُورَة الْبَقَرَة فَعلم أَنه لَا يرْكَع حَتَّى يفرغ مِنْهَا فَخرج من الصَّلَاة وشكاه الى النَّبِي ﷺ فَقَالَ لِمعَاذ أَقرَأ بِسُورَة كَذَا وَسورَة كَذَا من السُّور الْقصار الَّتِي يُمكن اتمامها من غير تَطْوِيل على من خَلفه إِذا ثَبت هَذَا فَنَقُول الْبِدْعَة فِيمَن يقْرَأ الانعام كلهَا فِي رَكْعَة وَاحِدَة فِي صَلَاة التَّرَاوِيح على مَا جرت بِهِ الْعَادة لَيْسَ من جِهَة قرَاءَتهَا كلهَا بل من وُجُوه أُخْرَى الأول تَخْصِيصه ذَلِك بِسُورَة الآنعام دون غَيرهَا من السُّور فيوهم ذَلِك أَن هَذَا هُوَ السّنة فِيهَا دون غَيرهَا وَالْأَمر بِخِلَاف ذَلِك على مَا تقرر الثَّانِي تَخْصِيص ذَلِك بِصَلَاة التَّرَاوِيح دون غَيرهَا من الصَّلَاة وبالركعة الْأَخِيرَة مِنْهَا دون مَا قبلهَا من الرَّكْعَات الثَّالِث مَا فِيهِ من التَّطْوِيل على الْمَأْمُومين وَلَا سِيمَا من يجهل ذَلِك من عَادَتهم فينشب فِي تِلْكَ الرَّكْعَة فيقلق ويضجر ويتسخط بِالْعبَادَة الرَّابِع مَا فِيهِ من مخفالة السّنة من تقليل الْقِرَاءَة فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة عَن الأولى حَتَّى أَن النَّبِي ﷺ كَانَ يَجْعَلهَا فِي الظّهْر وَالْعصر على النّصْف من الْقِرَاءَة فِي الأولى وَقد عكس صَاحب هَذِه الْبِدْعَة قَضِيَّة ذَلِك فَإِنَّهُ يقْرَأ فِي الرَّكْعَة الأولى نَحْو آيَتَيْنِ من أخر سُورَة الْمَائِدَة وَيقْرَأ فِي الثَّانِيَة سُورَة الْأَنْعَام كلهَا بل يقْرَأ فِي تسع عشرَة رَكْعَة نَحْو نصف حزب من الْمَائِدَة وَيقْرَأ فِي الرَّكْعَة الموفيه عشْرين بِنَحْوِ حزب وَنصف حزب وَفِي هَذَا مَا فيهمن الْبِدْعَة وَمُخَالفَة الشَّرِيعَة والتوفيق بِاللَّه ﷿ وابتدع بَعضهم أَيْضا جمع آيَات السجدات يقْرَأ بهَا فِي لَيْلَة ختم الْقُرْآن وَصَلَاة التَّرَاوِيح ويسبح بالمأمومين فِي جَمِيعهَا وابتدع آخَرُونَ سرد جَمِيع مَا فِي الْقُرْآن من آيَات الدُّعَاء فِي آخر رَكْعَة من التَّرَاوِيح بعد قِرَاءَة سُورَة النَّاس فَيطول الرَّكْعَة الثَّانِيَة على الأولى

1 / 86