الباعث على إنكار البدع والحوادث

أبو شامة ت. 665 هجري
77

الباعث على إنكار البدع والحوادث

محقق

عثمان أحمد عنبر

الناشر

دار الهدى

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٨ - ١٩٧٨

مكان النشر

القاهرة

٢٢ - فصل فِيمَا ابتدع فِي قيام رَمَضَان وَمِمَّا ابتدع فِي قيام رَمَضَان فِي الْجَمَاعَة قِرَاءَة سُورَة الْأَنْعَام جَمِيعهَا فِي رَكْعَة وَاحِدَة يخصونها بذلك فِي آخر رَكْعَة من التَّرَاوِيح لَيْلَة السَّابِع أَو قبلهَا فعل ذَلِك ابتداعا بعض أَئِمَّة الْمَسَاجِد الْجُهَّال مستشهدا بِحَدِيث لَا أصل لَهُ عِنْد أهل الحَدِيث وَلَا دَلِيل فِيهِ أَيْضا يرْوى مَوْقُوفا على على وَابْن عَبَّاس وَإِنَّمَا ذكره بعض الْمُفَسّرين مَرْفُوعا الى النَّبِي ﷺ فِي فضل سُورَة الإنعام بِإِسْنَاد مظلم عَن أبي معَاذ عَن ابي عصمَة عَن زيد الْعَمى وكل هَؤُلَاءِ ضعفاء عَن أبي نظرة عَن أبن عَبَّاس عَن ابي بن كَعْب رضى الله عَنهُ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ نزلت سُورَة الْأَنْعَام جملَة وَاحِدَة يشيعها سَبْعُونَ ألف ملك لَهُم زجل بالتسبيح والتحميد فاغتر بذلك من سَمعه من عوام الْمُصَلِّين وَهَذَا حَدِيث أخرجه أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَكم من حَدِيث ضَعِيف فِيهِ وَقد أخرج فِي أول سُورَة بَرَاءَة مَا هُوَ أبلغ من ذَلِك ومعارض لَهُ فَذكر سَنَده الى عَائِشَة رضى الله عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول ﷺ مَا نزل على الْقُرْآن إِلَّا آيَة آيَة وحرفا حرفا مَا خلا سُورَة بَرَاءَة وَقل هُوَ الله أحد فَإِنَّهُمَا نزلتا على ومعهما سَبْعُونَ ألف صف من الْمَلَائِكَة قلت فعلى هَذَا قِرَاءَة سُورَة بَرَاءَة فِي كل رَكْعَة أولى من قِرَاءَة سُورَة الْأَنْعَام لِأَن مَعهَا حِين نزلت سَبْعُونَ ألف صف من الملائكه والأنعام مَعهَا سَبْعُونَ ألف ملك ثمَّ ظَاهر حَدِيث بَرَاءَة أَن الْأَنْعَام لم تنزل جملَة فتعارضا والرجحان لبراءة وَهَذَا نقُوله على وَجه الآلزام وَإِلَّا فالجميع عندنَا بَاطِل وَالله أعلم ثمَّ لَو صَحَّ حَدِيث الانعام لم يكن فِيهِ دلَالَة على اسْتِحْبَاب قرَاءَتهَا فِي كل رَكْعَة وَاحِدَة بل هِيَ من جملَة سور الْقُرْآن فَيُسْتَحَب فِيهَا مَا يسْتَحبّ فِي سَائِر السُّور وَالْأَفْضَل لمن استفتح سُورَة فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا أَن لَا يقطعهَا بل يُتمهَا الى آخرهَا وَهَذِه كَانَت عَادَة السّلف وَلَا جله جَاءَ أَن النَّبِي ﷺ

1 / 85