أما التَّعْرِيف الْمُحدث فعبارة عَن اجْتِمَاع النَّاس عَشِيَّة يَوْم عَرَفَة فِي غير عَرَفَة فعلول مَا يَفْعَله الْحَاج يَوْم عَرَفَة من الدُّعَاء وَالثنَاء وَهَذَا أحدث قَدِيما واشتهر فِي الأفاق شرقا وغربا واستفحل أمره بِبَيْت الْمُقَدّس وَخرج الْأَمر فِيهِ الى مَا لَا يحل اعْتِقَاده وسنذكره
أخبرنَا أَبُو الْحسن ثَنَا أَبُو طَاهِر أخبرنَا أَبُو بكر الطرطوشي قَالَ ابْن وهب سَأَلت مَالِكًا عَن الْجُلُوس يَوْم عَرَفَة يجلس أهل الْبَلَد فِي مَسْجِدهمْ وَيَدْعُو الامام رجَالًا يدعونَ الله تَعَالَى للنَّاس الى غرُوب الشَّمْس فَقَالَ مَالك مَا نَعْرِف هَذَا وَإِن النَّاس عندنَا الْيَوْم يَفْعَلُونَهُ قَالَ ابْن وهب سَمِعت مَالِكًا يسْأَل عَن جُلُوس النَّاس فِي الْمَسْجِد عَشِيَّة عَرَفَة بعد الْعَصْر واجتماعهم للدُّعَاء فَقَالَ لَيْسَ هَذَا من أَمر النَّاس وَإِنَّمَا مَفَاتِيح هَذِه الْأَشْيَاء من الْبدع قَالَ ماللكك رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْعُتْبِيَّة وأكره ان يجلس أهل الافاق يَوْم عَرَفَة فِي الْمَسَاجِد للدُّعَاء وَمن اجْتمع اليه النَّاس للدُّعَاء فلينصرف ومقامه فِي منزله أحب الي فاذا حضرت الصَّلَاة رَجَعَ فصلى فِي الْمَسْجِد
وروى مُحَمَّد بن وضاح أَن النَّاس اجْتَمعُوا بعد الْعَصْر من يَوْم عَرَفَة فِي مَسْجِد النَّبِي ﷺ يدعونَ فَخرج نَافِع مولى ابْن عمر فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِن الَّذين أَنْتُم فِيهِ دعة وَلَيْسَت بِسنة أدْركْت النَّاس وَلَا يصنعون هَذَا قَالَ مَالك بن أنس وَلَقَد رَأَيْت رجَالًا مِمَّن اقْتدى بهم يتخلفون عَشِيَّة عَرَفَة فِي بُيُوتهم قَالَ وَلَا أحب للرجل الَّذِي قد علم يَعْنِي الْعَالم أَن يقْعد فِي الْمَسْجِد تِلْكَ العشية إِذا أَرَادوا أَن يقتدوا بِهِ وليقعد فِي بَيته
قَالَ الْحَارِث بن مِسْكين كنت أرى اللَّيْث بن سعد ينْصَرف بعد الْعَصْر يَوْم عَرَفَة فَلَا يرجع الى قرب الْمغرب وَقَالَ ابراهيم النَّخعِيّ الإجتماع يَوْم عَرَفَة أَمر مُحدث وَقَالَ عَطاء الْخُرَاسَانِي إِن اسْتَطَعْت أَن تَخْلُو عَشِيَّة عَرَفَة بِنَفْسِك فافعل وَكَانَ أَبُو وَائِل لَا يَأْتِي الْمَسْجِد عَشِيَّة عَرَفَة
قَالَ الطرطوشي فاعلموا رحمكم الله أَن هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة علمُوا أَن أفضل
1 / 32