وَقَالَ الله تَعَالَى لنَبيه ﷺ ﴿لَا تقم فِيهِ أبدا﴾ التَّوْبَة آيَة ١٠٨
أسأَل الله الْكَرِيم معافاته من كل مَا يُخَالف رِضَاهُ وَألا يجعلنا مِمَّن أضلّهُ فَاتخذ إلهه هَوَاهُ
٦ - فصل فِي الْقسم الثَّانِي من الْبدع المشتبه أمره على النَّاس
وَأما الْقسم الثَّانِي الَّذِي يَظُنّهُ مُعظم النَّاس طَاعَة وقربة الى الله تَعَالَى وَهُوَ بِخِلَاف ذَلِك أَو تَركه أفضل من فعله فَهَذَا الَّذِي وضعت هَذَا الْكتاب لأَجله وَهُوَ مَا قد أَمر الشَّرْع بِهِ فِي صُورَة من الصُّور من زمَان مَخْصُوص أَو مَكَان معِين كَالصَّوْمِ بِالنَّهَارِ وَالطّواف بِالْكَعْبَةِ أَو أَمر بِهِ شخص دون غَيره كَالَّذي اخْتصَّ النَّبِي ﷺ من الْمُبَاحَات والتخفيفات فيقيس الْجَاهِل نَفسه عَلَيْهِ فيفعله وَهُوَ مَنْهِيّ عَن ذَلِك ويقيس الصُّور بَعْضهَا على بعض وَلَا يفرق بَين الْأَزْمِنَة والأمكنة وَيَقَع ذَلِك من بَعضهم بِسَبَب الْحِرْص على ألآثار من إِيقَاع الْعِبَادَات والقرب والطاعات فيحمهلم ذَلِك الْحِرْص على فعلهَا فِي أَوْقَات وأماكن نَهَاهُم الشَّرْع عَن اتِّخَاذ تِلْكَ الطَّاعَات فِيهَا
وَمِنْهَا مَا هُوَ محرم وَمِنْهَا مَا هُوَ مَكْرُوه ويورطهم الْجَهْل وتزيين الشَّيْطَان فِي أَن يَقُولُوا هَذِه طَاعَة قد ثبتَتْ فِي غير هَذِه الآوقات فَنحْن نفعلها أبدا
1 / 28