وأدى الفتى دينه، وأجاز خدم الجامعة كما أجازه علوي باشا، وبقي له جنيهات تسعة سطا عليها أخوه فلم يبق له منها شيئا!
على أن هذا كله لم ينس الفتى حقه عند الجامعة، فهي قد علقت سفره على أن يفوز بالدرجة، وقد فاز بها، فيجب أن تبر الجامعة بوعدها، والفتى يكتب إليها هذا الكتاب:
صاحب العطوفة رئيس الجامعة المصرية
قد عرضت منذ حين على الجامعة المصرية أن توفدني إلى أوروبا لأدرس فيها التاريخ والفلسفة، فكلفتني تعلم الفرنسية، ثم قبلت الطلب وعلقت تنفيذه بنيلي شهادة العالمية، وإذ كنت قد فرغت من هذا كله بحمد الله فلم يبق إلا أن يحدد مجلس الإدارة موعد السفر وتكتب الجامعة بذلك لأعد له عدته.
لذلك رفعت إلى عطوفتكم هذا الطلب راجيا أن تتفضلوا بقبوله ولكم الشكر أفندم.
18 مايو 1914
طه حسين
وبدأت الجامعة البر بوعدها، فقررت ضم الفتى إلى بعثتها بباريس وأرسلت إليه هذا الكتاب:
حضرة المحترم الدكتور
اطلع مجلس الإدارة على العريضة المقدمة من حضرتكم بتاريخ 18 مايو سنة 1914 فقرر انضمامكم إلى إرسالية الجامعة بباريس لدراسة التاريخ، وأن يكون سفركم في الأسبوع الأول من شهر أغسطس القادم.
صفحة غير معروفة