قال الرئيس للفتى: هل أفطرت؟
قال الفتى: نعم.
قال الرئيس: فأتمم هذا الكوب الذي شربت نصفه لتحصل لك البركة.
وأخذ الفتى من الشيخ كوبه مبتسما، وشرب ما فيه متكرها، ثم أخذ في الدرس الأول فأنفق فيه ساعتين ونصف ساعة، ولقي فيه من المناقشة أشدها، ومن الجدال أعنفه. وفي أثناء ذلك دخل الشيخ الأكبر، فلم يسلم، وإنما قال: حرام عليك يا شيخ دسوقي، حرام عليك، ارفق به! ارفق به! ثم انصرف.
ولم يرفق الشيخ دسوقي بالفتى، وإنما أضاف شدة إلى شدة، وعنفا إلى عنف، وانقضى الدرس الأول، وقيل للفتى: اذهب فاسترح.
وخرج الفتى فإذا كرسي قد وضع إلى جانب الباب، وجلس عليه الشيخ الأكبر كأنه ينتظر شيئا.
ولم يكد يرى الفتى حتى دعا شيخا من الشيوخ كان هناك وقال له: خذه يا شيخ إبراهيم فاسقه فنجانا من القهوة!
وفي انتظار هذا الفنجان أقبل من حمل المحفظة إلى الفتى إيذانا بأنه قد سقط، وبأن اللجنة لا تريد أن يتم ما بقي له من الدروس.
الفصل الثالث
أثر اختفاء المرأة
صفحة غير معروفة