الرحمة القاسية
عودة السيد سكر
الأيام الخضراء
الأيام الخضراء
تأليف
ثروت أباظة
الأيام الخضراء
أحببتها وأنا لا أدري ما الحب، عرفه الناس معنى أو عرفوه شجوا وأسى وألما، أو لعلهم عرفوه خيالا وأحلاما ورؤى، أما أنا فعرفته لعبا في الملعب، وتقاذفا بالكرة، وقفزا وجريا وضحكا، ولهوا عابثا، كنت ألقاها لم أغير من ملابس المدرسة شيئا اللهم إلا تلك المريلة التي كانوا يضعونها فوقي، وكانت تلقاني هي أيضا بلا تجمل أو زواق اللهم إلا أن تخلع هي أيضا تلك المريلة التي كانت توضع عليها، ثم نلتقي في فناء منزلها أو في فناء منزلنا بغير ميعاد مدبر أو اتفاق سابق، وإنما ينزل كل منا إلى صاحبه، ويكون اللعب في أقرب فناء من اللقاء.
أحببتها يوم ذاك وأحبتني، أحببتها كما أحب الكرة التي كنا نلعب بها، أو كما أحب الحبل الذي كنا نقفز من فوقه، وأحبتني هي أيضا كحبها لهذه الأشياء، وما كنا ندري من الحب إلا حبنا لهذه الأشياء.
كان كل منا يرى الآخر مكملا للعبه، كما يرى الكرة والحبل مكملين للعبه. كان كل منا يحب الآخر كجزء من مرح الطفولة وحلاوة اللعب وعربدة اللعب.
صفحة غير معروفة