قال إليس: «لماذا الإطالة في الأمر؟ ها هي مشاركتي! ومشاركة أخرى عن ماكسويل.» ألقى بكرتين سوداوين في الصندوق، ثم استحوذت عليه إحدى نوبات غضبه المفاجئ، فأخذ درج الكرات البيضاء ورماها على الأرض، فطارت في شتى الاتجاهات. «هيا! التقط واحدة إذا كنت تريد استخدامها!» «أيها الأحمق اللعين! ماذا تظن جدوى ما تفعله؟» «سيدي!»
توجسوا جميعا ونظروا حولهم. كان الغلام يحملق فيهم من فوق سور الشرفة، بعد أن تسلق إليها من أسفل. تشبث بالسور بإحدى ذراعيه النحيلتين وبالأخرى أشار تجاه النهر وهو يقول: «سيدي! سيدي!»
تساءل ويستفيلد: «ما الأمر؟»
اتجهوا جميعا إلى النافذة. كان الزورق الذي رآه فلوري في النهر موجودا عند الضفة عند نهاية الحديقة. وكان الرجل البورمي ذو العمامة الخضراء يخرج منه.
قال إليس بصوت مختلف تماما: «هذا أحد حراس الغابات التابعين لماكسويل! يا إلهي! لقد حدث شيء ما!»
رأى حارس الغابة السيد ماكجريجور فحياه متعجلا شارد الذهن ورجع إلى الزورق. خرج وراءه أربعة رجال آخرون، فلاحون، وبمشقة حملوا إلى البر اللفة الغريبة التي كان فلوري قد رآها من بعيد. كان طولها ست أقدام، ملفوفة بقطع قماش مثل المومياء. شعر كل منهم بشيء في أعماق نفسه. نظر حارس الغابة إلى الشرفة، فرأى أنه لا يوجد مطلع، فقاد الفلاحين في الممشى إلى واجهة النادي. كانوا قد رفعوا اللفة على أكتافهم مثل حملة النعش. كان الساقي قد هرع إلى حجرة الجلوس مرة أخرى، وقد بهت وجهه هو الآخر - أي صار رماديا.
قال السيد ماكجريجور بحدة: «أيها الساقي!» «سيدي!» «اذهب سريعا وأغلق باب حجرة لعب الأوراق. وأبقها مغلقة. لا تدع السيدات يشاهدن الأمر.» «حسنا يا سيدي!»
عبر البورميون بحملهم الممر متثاقلين. حين دخلوا تعسر أولهم وكاد يقع؛ إذ كان قد وطئ إحدى الكرات البيضاء المبعثرة على الأرض. جثا البورميون، وأنزلوا حملهم على الأرض ووقفوا حوله يبدو عليهم تبجيل غريب، منحنين قليلا، وقد ضم كل منهم كفيه معا. جلس ويستفيلد على ركبتيه، وأزاح القماش.
قال لكن من دون دهشة كبيرة: «يا إلهي! فلتنظروا إليه! انظروا إلى الصغير المسكين!»
كان السيد لاكرستين قد انسحب إلى الطرف الآخر من الحجرة، وهو يتفوه بعبارات التذمر. كان الجميع منذ اللحظة التي وضعت فيها اللفة على البر يعرفون ما الذي تحتوي عليه. كانت جثة ماكسويل، وقد تمزقت أشلاء بسيوف اثنين من أقارب الرجل الذي كان قد أطلق عليه النار.
صفحة غير معروفة