أنت لم تكن تعبأ بوجودي، وأنا لم أكن أعبأ بوجودك ... ولكن لماذا كنت أخاشنك متعملة الإعراض وعدم الانتباه؟ لماذا وأنت مثال الوداعة والتهذيب، كنت تكفر لحضوري وتنقبض كمن يود أن يتجنى علي أو كمن يخشى أن يرمي بالبشاشة والمجاملة، ثم يعود نظرك في المرة التالية يستصفحني عن زلته؟ أنا التي كنت أغتفر لك وأتناسى قبل أن تحدث نفسك بالاستغفار!
أنت لم تكن تفكر في، وأنا لم أكن أفكر فيك، ولكن لماذا كنت أحيد عن طريقك لئلا ألتقي بك، وأنا التي أود أن أبحث عنك في كل مكان؟ ولماذا كنت تتقن خطواتك إذ تعلم أني أراقبها؟ وتنغم نبرات صوتك وتنوعها إذ تعلم أنها واصلة إلي؟
أنت لم تكن لي شيئا، وأنا لم أكن لك شيئا، ولكن وجوه القائمين حولك كنت أراها متألقة بنورك ، وأنت كانت تدهشك كل حركة مني كأنها لم يأتها قبلي إنسان!
أنت لم تكن لي شيئا، وأنا لم أكن لك شيئا، ولكن أليس أن إرادتك حلقت فوق خواطري كيد آمرة، فتقت لأجلها إلى الطاعة والخضوع؟ أوليس أنك كنت تحاول إرضائي وإثارة إعجابي حتى ارتفعت بذلك فوق ذاتك المألوفة فتجليت بهيا عظيما؟
من أنت؟ وماذا كنت؟ أكنت وحيا من فيض شاعريتي المكتظة، وطيفا من أطياف شوقي وعذابي؟ أم أنت حقيقة محسوسة مرت في أفق حياتي مرور السفن في البحر إلى الشواطئ النائية؟ ...
لقد كنت وحيا من فيض شاعريتي المكتظة، وكنت طيفا من أطياف شوقي وعذابي، أنت حقيقة محسوسة مرت في أفق حياتي مرور السفن في البحر إلى الشواطئ النائية.
يا مهذبي ...!
كذب مصور
يا حبيبا إذا حننت إليه
حن في رقتي عليه حنيني
صفحة غير معروفة