أصيبت مسز سبارسيت، التي لا تكل ولا تتعب، بنزلة برد حادة؛ فتغير صوتها وتقلص إلى همس، وانتابها عطاس مستمر، ورغم هذا ظلت تبحث عن المستر باوندرباي في كافة أنحاء لندن، حتى عثرت عليه.
أخبرته بقصتها، من أولها إلى آخرها، ثم أغمي عليها، فعمل المستر باوندرباي على إعادتها إلى وعيها برفق، ثم صحبها إلى كوكتاون بالقطار.
فلما بلغا كوكتاون، ذهبا إلى بيت ثوماس جرادجرايند، المعروف باسم «ستون لودج».
اقتحم باوندرباي حجرة توم جرادجرايند في وقت متأخر من الليل، وقال له: «هذه سيدة، مسز سبارسيت، لديها ما تقوله لك.»
فقال المستر جرادجرايند: «إذن، فأنت لم تتسلم خطابي.»
فقال المستر باوندرباي: «لا وقت للخطابات من شخص يتكلم عن خطابات مع جوزياه باوندرباي، مواطن كوكتاون، وعقله في مثل هذه الحال التي هو عليها الآن .. يا مسز سبارسيت، تقدمي يا مدام، وتكلمي.»
ولكن إصابة مسز سبارسيت بالبرد كانت شديدة، فلم تستطع الكلام. فقال باوندرباي: «إذن؛ فسأتكلم أنا بدلا منها.»
قال المستر باوندرباي: «سمعت مسز سبارسيت، صدفة، حديثا بين ابنتك وصديقك المستر جيمس هارتهاوس.»
فقال المستر جرادجرايند: «هل هذا حقيقي؟»
فصاح باوندرباي، يقول: «حقيقي .. وفي تلك المحادثة ...»
صفحة غير معروفة