وعلى هذا، تركت مسز سبارسيت هذه المحطة بسرعة، وذهبت إلى المحطة الأخرى التي بالبلدة حيث يمكنها أن تستقل القطار إلى بيت المستر باوندرباي الريفي، وسرعان ما كانت في القطار، وهي تتصور سلمها الخيالي، طوال الطريق، فترى الشبح يقترب الآن من الخراب والدمار.
كان مساء غائما من شهر سبتمبر؛ فذهبت مسز سبارسيت إلى بيت المستر باوندرباي، واختبأت في الحديقة، ونظرت إلى نوافذ البيت، فلم تكن بها أنوار حتى ذلك الوقت، والجو يسوده الهدوء. فنظرت حواليها في الحديقة، فلم تبصر أحدا. ثم فكرت في الغابة الصغيرة القائمة في طرف الحديقة، والمقعد الذي تحب لويزا أن تجلس فيه.
وسارت مسز سبارسيت، حتى صارت على مسافة آمنة من ذلك المقعد، ووقفت هادئة، وأصغت .. هناك أصوات خافتة قريبة؛ صوته وصوتها. إذن، فقد كان الموعد مع توم في المحطة، مجرد خدعة لإبعاده من طريقهما .. كانا هناك يجلسان معا، بين الأشجار.
اقتربت مسز سبارسيت مسافة ما، وكان جيمس هارتهاوس، قد جاء راكبا حصانه خلال الحقول فلما وصل، ترجل وربط الحصان في السور. إنه يتكلم الآن مع لويزا.
قال المستر هارتهاوس: «يا أعز محبوبة! ماذا بوسعي أن أفعل؟ عرفت إنك وحيدة هنا، فهل من الممكن أن أبقى أنا بعيدا؟»
حولت لويزا نظرها إلى أسفل، ورجت هارتهاوس أن ينصرف، ثم أمرته بأن ينصرف. لم ترفع عينيها عن الأرض، ولم تنظر إلى وجهه، أو إليه، أو نحوه. بل جلست ساكنة واضعة يدا فوق أخرى، وهي تتكلم ببطء.
ابتهجت مسز سبارسيت عندما رأت ذراع هارتهاوس حول وسط لويزا، وهو يقول لها: «يا طفلتي العزيزة. ألا تسمحين لي بالبقاء هنا برهة؟» - «ليس هنا.» - «أين إذن يا لويزا؟» - «ليس هنا.»
فقال هارتهاوس: «ولكن ليس لدينا سوى القليل من الوقت الذي يمكن أن ننتفع به. وقد جئت من مسافة بعيدة، أنا عبدك!»
قالت بلهجة الغضب: «هل أجبر على أن أقول مرة أخرى إنه يجب أن أترك وحدي؟»
قال: «ولكن يجب أن نتقابل، يا عزيزتي لويزا. فأين نتقابل؟»
صفحة غير معروفة