الباب التاسع
سماعها لآخر مرة
ما زالت مسز سبارسيت تقيم مع أسرة باوندرباي. كانت مؤدبة جدا ولطيفة مع المستر باوندرباي، وقدر هو لها هذا المسلك، فصار رقيقا مع مسز سبارسيت أكثر من ذي قبل، وأقسى مع كل من عداها، ابتداء من زوجته فمن دونها.
وذات صباح، قالت مسز سبارسيت بطيبة قلب: «أراك تنتظر طعام إفطارك، يا مستر باوندرباي، وأتوقع مجيء زوجتك إلى هنا بسرعة لتهتم بك.»
قال: «لو انتظرت زوجتي لكي تهتم بي يا مدام لانتظرت إلى الأبد. ربما يمكنك إعداد إبريق الشاي.»
نفذت مسز سبارسيت ما طلبه المستر باوندرباي، ثم اتخذت مكانها القديم الذي اعتادته عند المائدة، عندما كانت مدبرة بيته قبل أن يتزوج.
بعد مرور مدة، من ذلك اليوم، جاء بيتزر يحمل مذكرة تخبر لويزا بأن أمها مريضة جدا. لم تكن صحة والدتها طيبة، أبدا. وساءت الآن كثيرا. فذهبت لويزا على الفور إلى بيتها القديم لترى أمها.
ذهبت لويزا، والحزن يملأ نفسها، إلى البيت، إلى حجرة أمها. ومنذ أن تركت لويزا ذلك البيت عاشت سيسي جوب مع بقية الأسرة، على قدم المساواة. فوجدتها لويزا جالسة إلى جانب سرير الأم المريضة.
قالت الأم بضعف : «أرجو يا عزيزتي أن تكوني في أحسن حال في حياتك. كان زواجك كله من فعل أبيك. هو الذي أصر عليه، ويجب أن يعرف ذلك.»
فقالت لويزا: «أريد أن أسمع عنك يا أماه وليس عن نفسي.»
صفحة غير معروفة