قال: «والآن، افرضوا أنكم ذهبتم لشراء طنفسة لحجرة، فهل تشترون طنفسة مزخرفة بأزهار؟»
فقال معظم الأولاد: «لا»، ولم يقل «نعم» سوى القليل، ومنهم سيسي جوب.
فقال ذلك الرجل: «يا فتاة رقم عشرين». فوقفت، وقد احمر لونها بشدة.
قال: «إذن، فهل ستضعين طنفسة في حجرتك أو في حجرة زوجك، مزخرفة بالأزهار؟ لماذا ذلك؟»
فأجابت الفتاة تقول : «من فضلك يا سيدي، أنا مولعة جدا بالأزهار.» - «هل هذا هو السبب في أن تضعي عليها الموائد والمقاعد، وتسمحي للناس بأن يمشوا فوقها بأحذية ثقيلة؟» - «ذلك لا يضر الأزهار، يا سيدي. ستكون صورا لما هو جميل جدا، وسار وأتصور ...»
فصاح الرجل وقد سره تماما الوصول سعيدا إلى ما يريد. فقال: «يجب ألا تتصوري ... ينبغي ألا تتصوري.»
فقال ثوماس جرادجرايند، بجدية: «ينبغي ألا تفعلي أي شيء من هذا القبيل يا سيسيليا جوب.»
فقال الرجل: «الحقيقة، الحقيقة، الحقيقة» وكرر ثوماس جرادجرايند قوله: «الحقيقة، الحقيقة، الحقيقة.»
ثم قال ذلك الرجل: «يجب أن تسيري على نظام الحقيقة، وتحكمك الحقيقة. ينبغي أن تنسي كلمة تصور تمام النسيان. الواقع أنك لا تسيرين فوق أزهار. ولذا، لا يسمح لك بالسير فوق أزهار في الطنافس.»
جلست سيسي، وكانت صغيرة السن جدا وبدت كما لو كانت خائفة من موضوع عالم الحقيقة الماثل أمامها.
صفحة غير معروفة