193

أولاد حارتنا

تصانيف

وفي اللحظة التالية كان نبوت خنفس يصيب عنقه، واستبقت النبابيت.

وساد صمت لم تسمع خلاله إلا حشرجة.

وأخذت الأيدي تحفر الأرض بقوة في الظلام.

61

غادر القتلة المكان متجهين نحو الحارة، فسرعان ما ذابوا في الظلام. وإذا بأربعة أشباح تنهض قائمة من موضع غير بعيد من موقع الجريمة. وندت عنهم تنهدات وأصوات بكاء مكتوم حتى صاح أحدهم: يا جبناء، أمسكتم بي وكتمتم أنفاسي فقتل دون دفاع.

فقال له آخر: لو أطعناك لهلكنا جميعا دون أن ننقذه.

فعاد علي يقول غاضبا: يا جبناء! ما أنتم إلا جبناء.

فقال كريم بصوت باك: لا تضيعوا الوقت في الكلام، أمامنا عمل شاق يجب أن ننجزه قبل الصباح.

ورفع حسين رأسه إلى السماء يقلب فيها عينيه الدامعتين وتمتم بجزع: الفجر قريب فلنسرع.

فهتف زكي متأوها: يا له من وقت قصير كالحلم لكننا فقدنا فيه أعز من عرفنا في الحياة!

صفحة غير معروفة