191

أولاد حارتنا

تصانيف

سار علي في المقدمة. ودفع برقة رفاعة ياسمينة أمامه وتبعها واضعا يده على منكبها كأنما يخشى أن يفقدها في الظلام، ثم جاء كريم فحسين ثم زكي. تسللوا من باب الشقة واحدا في أثر آخر، ورقوا في السلم مهتدين بالدرابزين في الظلمة الحالكة. وبدا السطح أرق ظلمة على الرغم من أنه لم يبد في السماء نجم واحد. ونضحت سحابة بنور القمر المتواري خلفها فسجلت لوحتها ركض السحب.

وقال علي: أسوار الأسطح شبه متلاصقة وسنساعد الست إن لزم الأمر.

تتابعوا داخلين. ولما دخل زكي - وهو آخرهم - أحس حركة وراءه فالتفت نحو باب السطح فرأى أربعة أشباح، فتساءل مذعورا: من هناك؟

تسمر الجميع والتفتوا. وجاء صوت بيومي وهو يقول: قفوا يا أولاد الزنى.

وانتشر عن يمينه وعن يساره جابر وخالد وحندوسة. وندت عن ياسمينة آهة. وأفلتت من يد رفاعة ثم جرت نحو باب السطح فلم يعترضها أحد من الفتوات، حتى قال علي مخاطبا رفاعة في ذهول: خانتك المرأة.

وفي لحظة أحاطوا بهم. وراح بيومي يتفحصهم عن قرب واحدا بعد آخر متسائلا: أين كودية الزار؟

حتى تبينه فقبض على منكبه بيد من حديد وهو يسأله متهكما: أين أنت ذاهب يا نديم العفاريت؟

فقال رفاعة في وجوم: ضايقكم وجودنا فآثرنا الرحيل.

فأطلق ضحكة قصيرة ساخرة ثم التفت إلى كريم وقال: وأنت هل أجدى إخفاؤك لهم في بيتك؟

فازدرد كريم ريقه الجاف وقال وفرائصه ترتعد: لم أكن أعلم بشيء مما بينك وبينهم!

صفحة غير معروفة