وترامت صرخة ياسمينة التي كانت تنصت في الظلام وراء النافذة. وأحدقت الأعين بخنفس لكن رفاعة سمع وهو يسأل أباه: أليس الأولى بهم يا أبي أن يصبوا غضبهم على بيومي المعتدي؟
وغضب كثيرون من بينهم زيتونة الذي أجابه قائلا: هي التي ذهبت إلى بيته بنفسها.
وصاح به آخر: وإذا لم يكن عندك كرامة فمن الخير أن تسكت.
وزجره أبوه بنظرة، لكن رفاعة قال بإصرار: لم يفعل بيومي إلا مثلما تفعلون.
فصرخ فيه زيتونة بجنون: هي من آل جبل؛ فليست للآخرين. - هذا الولد سفيه وبلا كرامة.
فلكزه عم شافعي كي يسكت، على حين صاح برهوم: الكلمة الآن للمعلم!
وغلى الغيظ في قلب خنفس حتى كاد أن يختنق. وصرخت ياسمينة صرخات استغاثة. وانتشر الغضب فاتجهت الأنظار نحو بيت الفتاة وتوثب فيها الهجوم. وتتابعت صرخات ياسمينة حتى تقطع قلب رفاعة ولم يعد في وسعه الاحتمال، فأفلت من يد أبيه وشق طريقه إلى بيت ياسمينة وهتف برجاء: رحمة بضعفها وذعرها.
فصاح به زيتونة: أنت مرة!
وناداه شافعي بحرارة لكنه لم يبال وأجاب زيتونة: الله يسامحك. (ثم للجميع) ارحموها وافعلوا بي ما تشاءون، ألا تحرك الاستغاثات قلوبكم؟!
فعاد زيتونة يصيح: لا تلتفتوا لهذا الرقيع. (ثم مخاطبا خنفس): الكلمة كلمتك يا معلم!
صفحة غير معروفة