أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

لويس برومفيلد ت. 1450 هجري
16

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

تصانيف

اكتفى بأن أجاب: «أنا لا أفهمك»، وبدأ يتحرك جيئة وذهابا منفعلا بينما كانت جالسة هناك تنتظر، في الواقع تنتظر، حتى يصل الموقف إلى الذروة. انتابها شعور مفاجئ بالنصر، وبسعادة غامرة لم تشعر بها منذ سنوات، منذ كانت فتاة شابة؛ وفي الوقت نفسه أرادت أن تضحك، بقوة وبشكل هستيري على آنسون، الطويل والنحيف جدا، الذي أخذ يتحرك وكأنه يتقافز لأعلى ولأسفل.

توقف أمامها فجأة وقال: «ولا أرى فائدة من دعوة السيدة سومز إلى هنا كثيرا.»

رأت الآن أن التوتر والانفعال بينهما قد بلغا مبلغا أعظم مما تخيلت، إذ كان آنسون قد تحدث عن السيدة سومز ووالده، وهذا شيء لم يتطرق إليه من قبل أحد من العائلة. وكان قد فعل ذلك بصراحة شديدة، وبمحض إرادته.

سألته قائلة: «ما الضرر الذي يمكن أن ينتج عن ذلك الآن؟ وما الفارق الذي يمكن أن يحدثه؟ إن ذلك هو مصدر السعادة الوحيد الباقي لتلك العجوز الضعيفة المحطمة، وهي أحد القلة الذين بقوا لوالدك.»

بدأ آنسون يتمتم في اشمئزاز. «إنها علاقة سخيفة ... اثنان من كبار السن ... من كبار السن ...» لم ينه الجملة؛ لأنه لم تكن توجد سوى كلمة واحدة كان يمكن أن تنهيها وهي كلمة لم يكن يستخدمها مطلقا أي رجل نبيل وبالتأكيد ما كان ليستخدمها أحد أفراد عائلة بينتلاند للإشارة لوالده.

قالت أوليفيا: «ربما تكون علاقة سخيفة الآن ... لكني لست متأكدة من أنها كانت كذلك دوما» «ماذا تقصدين بذلك؟ أتقصدين ...» مرة أخرى تلعثم بحثا عن الكلمات، محاولا تجنب استخدام الكلمات التي كان من الواضح أنها تبادرت إلى ذهنه. كان من الغريب رؤيته وهو يضطر إلى مواجهة الحقائق، ويبدو عليه العجز الشديد والارتباك. تلعثم قائلا: «هل تقصدين أن والدي قد تصرف من قبل ...» توقف قليلا، عاجزا على استكمال الحديث، ثم أضاف: «على نحو مخز؟»

قالت: «آنسون ... أشعر بغرابة كوني صريحة جدا الليلة ... فقط لمرة واحدة ... مرة واحدة فقط.» «وأنت لا تجيدين سوى الخداع.»

قالت: «لا ...»، ووجدت نفسها تبتسم ابتسامة حزينة، وتضيف قائلة: «إلا إذا كنت تقصد أن في هذا المنزل ... في هذه الغرفة ...» وأشارت بذراعها البيضاء في حركة كاسحة لتلك المجموعة من الهدايا التذكارية الفيكتورية، كل تذكارات العائلة البيوريتانية المتشددة التي كانت تتمتع فيما مضى بالسلطة والنفوذ، ثم قالت: «في هذه الغرفة، الاتصاف بالصدق والأمانة هو الخداع في حد ذاته.»

في هذه اللحظة كان سيقاطعها في غضب، لكنها رفعت يدها وتابعت حديثها قائلة: «كلا يا آنسون؛ سأخبرك صراحة بما أظن ... سواء كنت تريد سماعه أم لا. ولا آمل في أن يجدي ذلك أي نفع. لا أدري ما إذا كان والدك قد تصرف، على حد تعبيرك، على نحو مخز أم لا. وحقا أتمنى لو أنه فعل ذلك ... آمل أنه كان حبيب السيدة سومز في الأيام التي كان فيها الحب يعني شيئا لهما ... نعم ... الشيء الحسي هو ما أقصده تحديدا ... أظن أن ذلك كان سيصبح أفضل. أظن أنهما ربما كانا سعيدين ... سعادة حقيقية لوقت قصير ... وليس مجرد شخصين يعيشان في حالة من الافتتان بينما يومهما هو تكرار لليوم التالي ... أظن أن والدك، من بين كل الرجال، كان يستحق هذه السعادة.» ثم تنهدت وأضافت بصوت خفيض: «حسنا، ها قد علمت مقصدي!»

مضى وقت طويل وهو واقف دون حراك يحدق في الأرض بعينيه الزرقاوين المستديرتين اللتين كانتا أحيانا تصيبانها بالذعر لأنهما كانتا تشبهان كثيرا عيني تلك المرأة العجوز التي لم تغادر مطلقا الجناح الشمالي المظلم وكانت معروفة في العائلة ببساطة ب «هي»، كما لو أنها من منظورهم لم تعد تنتمي للبشر. أخيرا تمتم عبر شاربه المتدلي على شفتيه، كما لو كان يحدث نفسه، قائلا: «أعجز عن تخيل ما حدث لك.»

صفحة غير معروفة