فلما صحا أخبرته ابنته بما صنع، وما قال، فآلى أنه لا يذوق الخمر أبدا، وقال:
رأيت الخمر صالحة «١» وفيها ... خصال تفسد الرّجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحا ... ولا أسقى بها أبدا سقيما
ولا أعطى بها ثمنا حياتى ... ولا أدعو لها أبدا نديما
ودخل حارثة بن بدر الغسانى على زياد وفى وجهه أثر، فقال له: زياد:
ما هذا الاثر فى وجهك؟ قال: ركبت فرسا لى أشقر فحملنى حتى صدم بى الحائط، فقال له زياد: انك لو ركبت الاشهب لم يصبك مكروه، وقيل لاعرابى، لم لا تشرب»
الخمر؟ قال: لا أشرب ما يشرب عقلى.
وممن اشتدت رغبته فى الخمر حتى بلغت الغاية، ابن هرمة دخل على المنصور فأنشده:
له لحظات من حفا فى سريره ... إذا كرّها فيها عقاب ونائل «٣»
فأمّ الذى أمّنت آمنة الرّدى «٤» ... وأمّ الذى حاولت بالثّكل ثاكل «٥»
فأعجب بها المنصور وقال: ما طلبتك؟ قال: تكتب الى عاملك
1 / 50