عليه ما هو فى سعة من فعله، وعذروه فى المحظور.
ومثله ما سمعت أصحابنا يتحدثون ان جماعة دخلوا على بعض المتكلمين ببغداد، فوجدوه يأكل فى يوم من شهر رمضان، فلما أنكروا عليه قال:
أخبركم أنى لست أشك فى الله- تعالى- ولكنى أشك فى النبوة، فبلغ بعض الشيوخ قوله فقال: ما رأينا رجلا نقم عليه الفسق واعتذر بالكفر غيره، وقريب منه ما أخبرنا أبو احمد قال: أخبرنا الجوهرى قال: أخبرنا عمر بن شبة عن صلت بن مسعود عن احمد بن شبوية عن سليمان بن عبد الله بن معمر قال:
قدم معاوية مكة أو قال المدينة، فأتى المسجد فقعد فى حلفة فيها ابن عمر وابن عباس وعبد الرحمن بن أبى بكر، فأقبلوا اليه، وأعرض ابن عباس عنه، فقال:
وأنا أحق بهذا الامر من هذا المعرض وابن عمه، فقال: ابن عباس ولم؟ ألتقدم فى الاسلام؟ أم سابقة مع رسول الله؟ أم قرابة منه؟ قال: لا. ولكن ابن عمى المقتول ظلما، قال فهذا أحق به، يريد ابن أبى بكر، قال: إن أباه مات موتا قال: فهذا أحق به، يريد ابن عمر، قال: ان أباه قتله كافر، قال فذاك أدحض لحجتك ان المسلمين عتبوا على ابن عمك فقتلوه فى كلام هذا معناه.
اول من حرم الخمر فى الجاهلية الوليد بن المغيرة
وقيل اول من حرمها قيس بن عاصم، وكان يأتيه خمار فيبتاع منه الخمر، ولا يزال فى جواره حتى ينفذ ما عنده، فشرب ذات يوم فسكر سكرا شديدا، فجذب ابنته، وتناول ثوبها، وأنهب ماله ومال الخمار، وانشأ يقول وهو يضربه.
من تاجر فاجر جاء الآله به ... كأنّ لحيته أذناب أجمال
جاء الخبيث بميسانية «١» تركت ... صحبى وأهلى بلا عقل ولا مال
1 / 49