سوى نار بيض أو غزال بقفرة ... أغنّ من الخنس «١» المتاجر توأم
وأما نار الأسد: فانهم يوقدونها اذا خافوه، وهو اذا رأى النار استهالها، فشغلته عن السابلة، قال بعضهم: إذا رأى الأسد النار حدث له فكر يصده عن ارادته، والضفدع اذا رأى النار تحير وترك النقيق، وتنبأ بعضهم فقيل له ما علامتك؟ وكان بقربه غدير فيه ضفادع تنق ليلا قال: آمر ضفادع هذا الغدير بالسكوت فتسكت، ثم قال لغلامه خذ السراج وامض، فقل لها فلتسكت، فسكتت. لما رأت السراج، ففتن القوم، وكان مسيلمة قد عمد الى بيضه فجعلها فى خل، ثم أدخلها قارورة ضيقة الرأس. وتركها، فجفت فيها وعادت الى هيئتها، وكذلك تكون وأتى بها جماعته وأهل بيته، فدعاهم الى تصديقه فكذبوه فأخرجها، فلما نظروا اليها تحيروا وصدقوه، وهم أعراب جهال لا يعرفون وجوه الأمور، وأخذ حماما مقاصيص ودخل بيتا، وزعم انه يناجى الله لينبت أجنحتها فى الحال، فغرز فى أجنحتها ريشا أعده عنده، ثم أخرجها وخلاها فطارت فزادت فتنة القوم، وكانوا من أجهل الناس ومن جهلهم انهم اتخذوا إلها من الحيس «٢» فعبدوه دهرا، ثم أصابتهم مجاعة فأكلوه، فقال رجل من بنى تميم يهجوهم:
أكلت حنيفة ربّها ... زمن التّقحّم «٣» والمجاعه
لم يحذروا من ربّهم ... سوء العواقب والتّباعه
واما نار الحباحب «٤»: فكل نار لا أصل لها، مثل ما ينقدح من نعال الدواب وغيرها، قال أبو حية:
1 / 39