قومه -وهو في الذروة منهم حسبًا ونسبًا- بالمال والملك وكل المغريات"١.
والغريب أن هذه الإنسانية الأخلاقية قد طبقت على هذا النحو الخارق للعادة في أروع صور البساطة واليسر، فبدت -مع سموها- وكأن البساطة وعدم التقعر أو التكلف نسيجها الذي يجمع بين خيوطها المترابطة٢. فعن عائشة ﵂ قالت: "ما لعن رسول الله ﷺ مسلمًا من لعنة تذكر، ولا انتقم لنفسه شيئًا يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يضرب في سبيل الله، ولا سئل شيئًا قط فمنعه إلا أن يسأل مأثمًا، فإنه كان أبعد الناس عنه.
عن عائشة ﵂ قالت: "ما خير رسول الله ﷺ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس عنه" ٣.
"إن هذا النبي كان له -كما يقول كاتب نصراني- في مجال الأخلاق شئون وشئون، فبالرغم من مهامه الجسام وانشغالاته الكثيرة المتنوعة، وبالرغم من الغزوات والسرايا والحروب،
_________
١ محمد حسين هيكل -حياة محمد ص٥٨٣.
٢ انظر د. عبد الحليم عويس -المرجع السابق ص٧٤.
٣ صحيح البخاري ج٢ ص٢٧٣. طبعة دار إحياء التراث العربي.
1 / 7