أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك

ابن هشام الأنصاري ت. 761 هجري
30

أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك

محقق

يوسف الشيخ محمد البقاعي

الناشر

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

-

باب شرح الكلام: هذا باب شرح الكلام، وشرح ما يتألف الكلام منه: [بيان معنى الكلام وأقل ما يتألف منه] . الكلام -في اصطلاح النحويين١- عبارة عمل اجتمع فيه أمران: اللفظ، والإفادة. والمراد باللفظ الصوت المشتمل على بعض الحروف، تحقيقا أو تقديرا٢. والمراد بالمفيد: ما دل على معنى يحسن السكوت عليه٣. وأقل ما يتألف الكلام من اسمين: كـ "زيد قائم"٤ ومن فعل اسم، كـ "قام زيد" ومنه٥ "استقم"؛ فإنه من فعل الأمر المنطوق به، ومن ضمير المخاطب المقدَّر

١ أما عند اللغويين، فالقول، ما كان مكتفيًا بنفسه في أداء المقصود منه، كالخط والإشارة والرمز، يقول ابن عقيل: هو في اللغة: اسم لكل ما يُتلفَّظ به، مفيدا كان أو غير مفيد، وعند المتكلمين: هو المعنى القائم بالنفس. ابن عقيل: ١/ ١٥، والتصريح على التوضيح: ١/ ١٨ و١٩. ٢ تحقيقًا: كمحمد وعلي، وتقديرا: كالضمائر المستترة، في نحو: اقرأ، تعلم، نشكر؛ فإنها ليست بحروف ولا أصوات، والتعبير عنها بالضمائر المنفصلة تقريبا للفهم. ٣ أي من المتكلم بحيث يقنع السامع، ولا ينتظر مزيدا من المخاطب، وهذا يستلزم أن يكون الكلام مركبا مقصودا، وعلى ذلك، فلا حاجة لهذين القيدين، كما قال. التصريح: ١/ ٢٠، ٢١. ٤ هذان اسمان حكما؛ لأن الوصف مع مرفوعه المستتر في حكم الاسم المفرد، ومثال الاسمين حقيقة: الدب حيوان. ٥ أي: ومما يتألَّف من فعل واسم، وهو بهذا يشير إلى أنه لا فرق بين أن يكون الجزآن مذكورين، أو أحدهما ولا بين الخبر والإنشاء، هذا ويسمى الكلام جملة.

1 / 33