اجتمع المسلمون على حمص، وسار التتر إليهم. فليشهد القارئ قبل المعركة جمعا من أنجاد العرب يسيرون إلى حومة الوغى.
يقول الشيخ شهاب الدين الحلبي: كنت في نوبة حمص في واقعة التتار جالسا على سطح باب الإصطبل السلطاني بدمشق، إذ أقبل آل مرا
3
زهاء أربعة آلاف فارس شاكين في السلاح على الخيل المسومة، والجياد المطهمة، وعليهم الكزغندات
4
الحمر، والأطلس المعدني، والديباج الرومي، وعلى رءوسهم البيض، كأنهم صقور على صقور، وأمامهم العبيد تميل على الركائب، ويرقصون بتراقص المهارى، وبين أيديهم الجنائب، ومن ورائهم الظعائن والحمول، ومعهم مغنية لهم تعرف بالحضرمية، طائرة السمعة، سافرة من الهودج وهي تغني:
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة
ليالي لاقينا جذام وحميرا
ولكن لقينا عصبة تغلبية
يقودون جردا للمنية ضمرا
صفحة غير معروفة