وقطعه بين الصحابة أربعين ذراعا، لكل عشرة رجال، وجد المسلمون ليفرغوا من الخندق قبل أن يدهمهم العدو، والرسول يشرف عليهم، يشاركهم أحيانا في عملهم وارتجازهم.
2
وبينما عشرة من الصحب يحفرون قسمهم من الخندق إذ لقوا صخرة قاسية أثرت في معاولهم، ولم تؤثر فيها المعاول، وكرهوا أن يعدلوا عنها فيحيدوا عما خطه الرسول لهم، فقالوا لسلمان الفارسي، أحد هؤلاء العشرة: اصعد فانظر ماذا يأمر رسول الله؟ فرقي سلمان فقال:
يا رسول الله، بأبينا أنت وأمنا، خرجت صخرة بيضاء عن الخندق مروة فكسرت حديدنا، وشقت علينا، حتى ما نحيك فيها قليلا أو كثيرا، فمرنا فيها بأمرك؛ فإنا لا نحب أن نجاوز خطك.
قال راوي القصة عمرو بن عوف المزني:
فهبط رسول الله مع سلمان في الخندق، ورقينا نحن التسعة على شفة الخندق، فأخذ رسول الله المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة صدعها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها،
2
حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله تكبير فتح وكبر المسلمون. ثم ضربها رسول الله الثانية، فصدعها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتيها، حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله تكبير فتح وكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله الثالثة فكسرها، وبرقت برقة أضاءت ما بين لابتيها، حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله وكبر المسلمون.
ثم أخذ بيده سلمان فرقي، فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد رأيت شيئا ما رأيته قط! فالتفت رسول الله إلى القوم فقال: هل رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا: نعم يا رسول الله، بأبينا أنت وأمنا! قد رأيناك تضرب فيخرج برق كالموج، فرأيناك تكبر فنكبر، ولا نرى شيئا غير ذلك.
3
صفحة غير معروفة