مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور
الناشر
مكتبة الرشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وَالنَّبيُّوْنَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإنهُ يَخْرُجُ فِيْكمْ فمَا خَفِيَ عَليْكمْ مِنْ شَأْنِهِ، فليْسَ يَخْفى عَليْكمْ أَنَّ رَبَّكمْ ليْسَ عَلى مَا يَخْفى عَليْكمْ (ثلاثا).
إنَّ رَبَّكمْ ليْسَ بأِعْوَرَ، وَإنهُ أَعْوَرُ عَيْن ِ اليمْنَى، كأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَة ٌ طافِيَة» رَوَاهُ البُخارِيُّ في «صَحِيْحِهِ» (٤٤٠٣)، (٣٠٥٧)، (٣٣٣٧) وَمُسْلِمٌ (١٦٩) مِنْ حَدِيْثِ ابن ِ عُمَرَ رَضِيَ الله ُ عَنْهُمَا.
فلمّا حَذَّرَهُمْ ﷺ مِنْهُ، وَخَشِيَ أَصْحَابهُ عَلى أَنفسِهمْ فِتْنَتهُ وَشَرَّهُ: قالَ لهُمْ ﷺ مُطمْئِنًا: «غيْرُ الدَّجّال ِ أَخْوَفنِي عَليْكمْ، فإنْ يخْرُجْ وَأَنا فِيْكمْ فأَنا حَجِيْجُهُ دُوْنكمْ. وَإنْ يَخْرُجْ وَلسْتُ فِيْكمْ، فامْرُؤٌ حَجِيْجُ نفسِهِ، وَالله ُ خَلِيْفتِي عَلى كلِّ مُسْلم.
إنهُ شَابٌّ جَعْدٌ قطط ٌ، عَيْنُهُ طافِيَة ٌ، وَإنهُ يَخْرُجُ مِنْ خلةٍ بينَ الشّامِ وَالعِرَاق ِ، فعاثٍ يَمِيْنًا وَشِمَالا ً، يَا عِبَادَ اللهِ اثبتوْا» رَوَاهُ الإمَامُ أَحْمَدُ في «مُسْنَدِهِ» (٤/ ١٨١) وَمُسْلِمٌ في «صَحِيْحِهِ» (٢٩٣٧) وَالتِّرْمِذِيُّ (٢٢٤٠) وَأَبوْ دَاوُوْدَ (٤٣٢١) وَابنُ مَاجَهْ (٤٠٧٥) مِنْ حَدِيْثِ النوّاس ِ بْن ِسَمْعَانَ رَضِيَ الله ُ عَنْه.
فخشْيَة ُ النَّبيِّ ﷺ العُظمَى كانتْ عَلى أُمَّتِهِ بَعْدَ وَفاتِهِ ﷺ، لا في حَيَاتِه. مَعَ أَنَّ الدَّجّالَ يدَّعِي الإلهِيَّة َ! وَدَعْوَاهُ ظاهِرَة ُ البطلان ِ عِنْدَ المؤْمِنِينَ لا رَيْبَ فِي فسَادِهَا عِنْدَهُمْ وَلا شَك ّ.
فإذا كانتْ فِتْنتهُ عَظِيْمَة ً مَعَ ظهُوْرِ فسَادِهَا، فكيْفَ بمَثيْلتِهَا شَرًّا وَخُبْثا، مَعَ خفائِهَا عَلى كثِيرٍ مِنَ المسْلِمِينَ، وَرَوَاجِهَا عِنْدَ طوَائِفَ مِنْهُمْ؟!
1 / 70