حجية السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي
الناشر
الجامعة الإسلامية المدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثامنة-العدد الثاني
سنة النشر
رمضان ١٣٩٥هـ سبتمبر ١٩٧٥م
تصانيف
على هذا المعنى في اصطلاح أهل الحديث ما أثر عن رسول الله ﷺ من قول أو فعل، أو تقرير، أو صفة خلقية.
قال العلامة السيد سليمان الندوي - وهو من علماء الأحناف الكبار في الهند وقد توفي رحمه الله تعالى-: "وأما الذين فرقوا بين الحديث والسنة فقد لاحظوا بينهما معناهما اللغوي فقالوا: إن الحديث اسم من التحديث وهو الإخبار ثم سمي به قول، أو فعل أو تقرير نسب إلى النبي ﷺ. وأما السنة - فهي تبعا لمعناها اللغوي - كانت تطلق على الطريقة الدينية التي سلكها الرسول ﷺ في سيرته المطهرة، لأن معنى السنة في اللغة الطريقة والسيرة كما سبق بيانه. فإن كان الحديث عاما يشمل قول النبي ﷺ، وفعله، وتقريره فالسنة خاصة بأعمال النبي ﷺ وفي ضوء هذا التباين الظاهري بين المفهومين نجد أن بعض العلماء يقولون أحيانا هذا الحديث مخالف للقياس والسنة والإجماع، ويقولون أحيانا إمام في الحديث، وإمام في السنة وإمام فيهما معا، فالحديث على هذا هو كل قول، أو فعل، أو تقرير نسب إلى المصطفى ﷺ، وبتعبير آخر الحديث هو الرواية اللفظية لأقوال الرسول ﷺ، وأفعاله، وتقريراته.
وأما السنة فهي اسم لكيفية عمل الرسول ﷺ المنقول إلينا بالعمل سواء كان متواترا أو آحادا بأنه عمله النبي ﷺ ثم من بعده الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهلم جرا، ولا يشترط تواترها بالرواية اللفظية فيمكن أن يكون الشيء متواترا عملا ولا يكون متواترا معنى، وأما المتداول بين علماء الحديث المتأخرين كما سبق فإنهما في معنى واحد، ولا يخفى ارتباط معناهما اللغوي بالمعنى الاصطلاحي وهذا واضح جلي إن شاء الله تعالى"١
مكانة السنة ومنزلتها من التشريع الإسلامي: وأما مكانتها، ومنزلتها من التشريع الإسلامي، فلقد انتهى العلماء المحققون من السلف والخلف رحمهم الله تعالى إلى أن الحديث النبوي الشريف والذي صح حسب القواعد الأصولية حجة على جميع _________ ١ انظر تحقيق معنى السنة ص (١٨) نقلا عن رسالة الأخ لقمان السلفي..
مكانة السنة ومنزلتها من التشريع الإسلامي: وأما مكانتها، ومنزلتها من التشريع الإسلامي، فلقد انتهى العلماء المحققون من السلف والخلف رحمهم الله تعالى إلى أن الحديث النبوي الشريف والذي صح حسب القواعد الأصولية حجة على جميع _________ ١ انظر تحقيق معنى السنة ص (١٨) نقلا عن رسالة الأخ لقمان السلفي..
1 / 91