حجية السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي
الناشر
الجامعة الإسلامية المدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثامنة-العدد الثاني
سنة النشر
رمضان ١٣٩٥هـ سبتمبر ١٩٧٥م
تصانيف
لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ . فالإيمان برسول الله ﷺ هو الإيمان الكامل بما جاء به من عند الله تعالى من كتاب وسنة صحيحة ثابتة والعمل بهما ظاهرا وباطنا وتسليم الأمر إليهما والدعوة إليهما، والاستماتة في سبيلهما حتى يأتيه الموت فيلقى ربه بلقاء عظيم مرضي.
جهود العلماء في حفظ السنة: أما جهود العلماء المحدثين من الصحابة ومن تبعهم في حفظ السنة النبوية فإنها جهود مباركة ضخمة، وقعت مصداقا لقوله جل وعلا في سورة الحجر ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ١ ولقوله جل وعلا: في سورة التوبة: ﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ ٢ ومصداقا لقوله ﷺ في حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند٣ وأبو داود في السنن٤ والترمذي في الجامع٥ وابن ماجه٦ والدارمي٧ في سننيهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "نضر الله امرأً سمع مني حديثا فحفظه، حتى يبلغه فرب مبلغ أحفظ له من سامع" قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى (في مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة): "هذا الحديث متواتر"٨. وقال في تدريب: "روي من ثلاثين صحابيا". وقال الشافعي رحمه الله تعالى: "فلما ندب رسول الله ﷺ إلى استماع مقالته، وحفظها، وأدائها دل على أنه لا يأمر أن يؤدى عنه إلا ما تقوم به الحجة، على من أدى إليه، وأن ما يؤدى عنه حلال يؤتى، وحرام يجتنب، وحد يقام، ومال يؤخذ، ويعطى، ونصيحة في دين، ودنيا". أخرج الإمام نصر المقدسي في كتاب الحجة على ترك المحجة بسنده عن أبي الدرداء ﵁ قال رسول الله ﷺ: "من غدا أو راح في طلب سنة مخافة أن تندرس كان كمن غدا أو راح في سبيل الله ومن كتم علما علمه الله إياه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار" وأخرج عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا _________ ١ الحجر ٩ ٢ التوبة ١٢٢ ٣ مسند الأمام أحمد ١/٤٣٧، ٣/٢٢٥، ٤/٨٠، ٤/٨٢، ٥/١٨٣ ٤ سنن أبي داود العلم ١٠ ٥ الترمذي العلم ٧ ٦ ابن ماجه المقدمة ٨ ٧ الدارمي المقدمة ٢٠ ٨ ص٦
جهود العلماء في حفظ السنة: أما جهود العلماء المحدثين من الصحابة ومن تبعهم في حفظ السنة النبوية فإنها جهود مباركة ضخمة، وقعت مصداقا لقوله جل وعلا في سورة الحجر ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ١ ولقوله جل وعلا: في سورة التوبة: ﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ ٢ ومصداقا لقوله ﷺ في حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند٣ وأبو داود في السنن٤ والترمذي في الجامع٥ وابن ماجه٦ والدارمي٧ في سننيهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "نضر الله امرأً سمع مني حديثا فحفظه، حتى يبلغه فرب مبلغ أحفظ له من سامع" قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالى (في مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة): "هذا الحديث متواتر"٨. وقال في تدريب: "روي من ثلاثين صحابيا". وقال الشافعي رحمه الله تعالى: "فلما ندب رسول الله ﷺ إلى استماع مقالته، وحفظها، وأدائها دل على أنه لا يأمر أن يؤدى عنه إلا ما تقوم به الحجة، على من أدى إليه، وأن ما يؤدى عنه حلال يؤتى، وحرام يجتنب، وحد يقام، ومال يؤخذ، ويعطى، ونصيحة في دين، ودنيا". أخرج الإمام نصر المقدسي في كتاب الحجة على ترك المحجة بسنده عن أبي الدرداء ﵁ قال رسول الله ﷺ: "من غدا أو راح في طلب سنة مخافة أن تندرس كان كمن غدا أو راح في سبيل الله ومن كتم علما علمه الله إياه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار" وأخرج عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا _________ ١ الحجر ٩ ٢ التوبة ١٢٢ ٣ مسند الأمام أحمد ١/٤٣٧، ٣/٢٢٥، ٤/٨٠، ٤/٨٢، ٥/١٨٣ ٤ سنن أبي داود العلم ١٠ ٥ الترمذي العلم ٧ ٦ ابن ماجه المقدمة ٨ ٧ الدارمي المقدمة ٢٠ ٨ ص٦
1 / 101