عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل - صالح الرفاعي
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
وإذا قيل: صالح الحديث، فإنه يكتب حديثه للاعتبار" (١) .
فهذه مراتب التعديل عند أبي حاتم ﵀، جعلها أربع مراتب، ثم ذكر مراتب التجريح، فجعلها أربع مراتب أيضًا، فقال ﵀:
"وإذا أجابوا في الرجل بليِّن الحديث، فهو ممن يُكتب حديثه ويُنظر فيه اعتبارًا.
وإذا قالوا: ليس بقوي، فهو بمتزلة الأول في كتبة حديثه، إلا أنه دونه.
وإذا قالوا: ضعيف الحديث، فهو دون الثاني، لا يطرح حديثه، بل يُعتبر به.
وإذا قالوا: متروك الحديث، أو ذاهب الحديث، أو كذاب، فهو ساقط الحديث، لا يُكتب حديثه، وهي المنزلة الرابعة" (٢) .
وأضاف أبو عمرو بن الصلاح (ت ٦٤٣هـ)، وشمس الدين الذهبي (ت٧٤٨هـ)، وزين الدين العراقي (ت٨٠٦هـ) ألفاظًا أخرى.
وزاد الذهبي والعراقي مرتبة خامسة في مراتب التجريح (٣)، وتلاهم الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت٨٥٢هـ) فأضاف إضافات مهمة في الألفاظ والمراتب (٤) .
ثم جاء شمس الدين السخاوي (ت٩٠٢هـ) فاستفاد من هذه الجهود المتقدمة فقسم كلًا من ألفاظ التعديل وألفاظ التجريح إلى ست مراتب،
_________
(١) الجرح والتعديل: (٢/٣٧) .
(٢) المصدر السابق.
(٣) انظر: علوم الحديث لابن الصلاح: (ص: ٢٣٧-٢٤٠)، والميزان للذهبي: (١/٤)، وشرح التبصرة والتذكرة للعراقي: (٢/٢-١٢)، وضوابط الجرح والتعديل للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف: (ص: ١٧١-١٧٣) .
(٤) انظر: تقريب التهديب: (ص: ٧٤)، ونزهة النظر: (ص: ٦٩-٧٠) .
1 / 23