عدم حضور القلب لا يحصل المقصود بالأذكار والمناجاة؛ لأن النطق إذا لم يُعْربْ عما في الضمير كان بمنزلة الهذيان، وكذلك لا يحصل المقصود من الأفعال؛ لأنه إذا كان المقصود من القيام: الخدمة، ومن الركوع والسجود: الذل والتعظيم، ولم يكن القلب حاضرًا، لم يحصل المقصود؛ فان الفعل متى خرج عن مقصوده بقي صورة لا اعتبار بها، قال الله تعالى: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم﴾ [الحج: ٣٧].
والمقصود أن الواصل إلى الله ﷾ هو الوصف الذي استولى على القلب حتى حمل على امتثال الأوامر المطلوبة، فلا بد من حضور القلب في الصلاة، ولكن سامح الشارع في غفلة تطرأ؛ لأن حضور القلب في أولها ينسحب حكمه على باقيها» (١).
_________
(١) نقلًا من "مختصر منهاج القاصدين" للإمام ابن قدامة المقدسي ﵀، وأوصيك يا سالك طريق الهداية أن تظفر بهذا الكتاب، فإنه نافع جدًا.
1 / 66