ثم اغسل رجلك اليمنى ثم اليسرى مع الكعبين، ولا تهمل تخليل أصابع اليدين والرجلين، واعلم أن النبي ﷺ قد قال: «ويل للأعقاب من النار» (١).
وراعِ التكرار ثلاثًا في جميع أفعالك إلا في مسح الرأس والأذن فالأفضل الاقتصار على مرة.
وإن كنت قد لبست خفًا طاهرًا ساترًا لمحل الفرض أو ما في معناه كجورب ونحوه على طهارة فامسح على ظاهره لا باطنه يومًا وليلة إذا كنت مقيمًا، وثلاثة أيام بلياليهن إذا كنت مسافرًا.
واعلم أنه لم يثبت دعاء مخصوص عند غسل الأعضاء، ولا بأس بالكلام أثناء الوضوء.
وقل عند الفراغ من الوضوء: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» (٢)، «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك» (٣)؛ فقد جاء في الخبر أن من قال الدعاء الأول فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء،
_________
(١) أخرجه البخاري (١٦٥)، ومسلم (٢٤٢) من حديث أبي هريرة ﵁، وانظر "فيض القدير" (٦/ ٤٧٨) ط/مكتبة مصر، "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" (٣٠).
(٢) أخرجه الإمام مسلم (٢٣٤) وغيره من حديث عمر بن الخطاب ﵁، وهو مخرج في "إتحاف اللبيب" رقم (٦٥)، وبينت ثمة أن الزيادة التي عند الترمذي (٥٥) وهي: «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين» لا تصح، وراجع تعليق الشيخ أحمد شاكر ﵀ على هذا الحديث في شرحه لـ "سنن الترمذي"؛ فإنه هام جدًا.
(٣) أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا وقال الحافظ المنذري: "رواته رواة الصحيح"، وتبعه الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٣٩)، وفي "الدعاء" (٣٨٨، ٣٨٩، ٣٩٠، ٣٩١)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٣٠)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٨١، ٨٢، ٨٣)، والحاكم (٢٠٧٢، ٢٠٧٣ - فضائل القرآن) مرفوعًا وموقوفًا، والصواب فيه الوقف كما قال غير واحد من أهل العلم ﵏، ومع ذلك فله حكم الرفع لأنه لا يقال من قبل الرأي كما لا يخفى، والله الموفق.
1 / 36