أثر التوجيه الشرعي في الدلالة اللغوية لبعض المناهي اللفظية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة ٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
والرجال والخيل (١) .
وهو فارسي معرَّب (لشْكَر) (٢)، أبدلت اللام فيه عينا (عشكر)، والشين سينا (عسكر) وإنما لم تبقَ العين مع وجود اللام في العربية؛ لأنّ اللام لا توجد هكذا في أمثلة الرباعي إلا في نحو (لَجْلَج) (٣)
وقد عرف العرب مادة (ع س ك ر)، واستعملوها في معان خاصة، مثل: الشِدَّة والجدْب، من ذلك قول طرفة:
ظلّ في عسكرة من ُحبِّها ونأتْ شحْطَ مزار المدَّكر
أي: ظلّ في ِشدة من حبِّها وحَيْرة (٤) . وعساكر القوم: ما ركب بعضه بعضا وتتابع، وعسْكُرالليلِ: ظلْمتُه، والعسكر الجمع، وعسكر مكرم: اسم بلد معروف، وعسكرٌ من مال: أي كثير (٥) .
أما اختصاص (العسكر) بالجيش، فقد عرفه العرب عن طريق اللغة الفارسية؛ إذ سمعوا الفرس يقولون: (لشكر) أي: الجيش المحارِب، فعرّبوها وقالوا: (عسكر) (٦) . والذي دعاهم لذلك: أنه لا يوجد في كلام العرب شين بعد لام، كما قال ابن سيدة (ت٤٥٨؟) في المحكم: «ليس في كلام العرب شين بعد لام في كلمة عربية محضة. الشينات كلها في كلام العرب قبل اللامات» (٧)؛ ولهذا قال أبو
_________
(١) تصحيح الفصيح وشرحه، لابن درستويه: ٤٨٨، والصحاح: ٢/٦٤٠.
(٢) شرح الفصيح، للزمخشري: ٢/٦٧٢
(٣) التعريب في القديم والحديث: ٦٩، والمخصص: ١٤/٢٢٤.
(٤) ديوان طرفة: ٥٢.
(٥) اللسان (عسكر): ٤/٥٦٧، والعشرات في غريب اللغة: ١٠٥، ورسالة في الكلمات المعربة: ٨٠٣.
(٦) التعريب في القديم والحديث: ٨٢، والمزهر: ١/٢٨٠.
(٧) المزهر: ١/٢٧٥.
1 / 470