أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة

عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع ت. غير معلوم
78

أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وإذا كان البغي والغرور، وعدم الاكتفاء بالوحي الإلهي، والتطلع إلى ما وراء الوحي من العلوم، أهم دافع لاختلاف الناس بعد مجيء البينة والعلم، إلا أنه ليس بالدافع الوحيد لاختلافهم. فهناك فئات من الناس لها طبائع شيطانية، قد انتكست فطرها وقست قلوبها، لا يحبون الخير بل يعادونه، قد زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، وختم الله على سمعهم وأبصارهم، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [الصف:٥] . وقال: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة:٧] . هذا النوع من الناس هم الذين قال الله فيهم: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف:١٤٦] . فليس لهم هَم إلا الانغماس في الشهوات، والإفساد في الأرض، لا ينتفعون بعلم ولا هدى، فهم كالكلب الذي لا ينتفع بالراحة فيترك اللهث وإنما هو ملازم للهث، سواء تعب أو ارتاح، كما بين الله حال

1 / 88