الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ) / (١٩٩٨
سنة النشر
١٩٩٩م
تصانيف
وهي (الحرم) في قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ [القصص/٥٧] .
وفي قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [العنكبوت/٦٧] .
قال ابن كثير: "أخبر الله عن اعتذار بعض الكفار في عدم اتباع الهدى، حيث قالوا لرسوله: ﴿إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا﴾ أي: نخشى إن اتبعنا ما جئت به من الهدى، وخالفنا من حولنا مِن أحياء العرب المشركين أن يقصدونا بالأذى والمحاربة، ويتخطفونا أينما كنا، قال الله تعالى مجيبًا لهم: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا﴾ يعني هذا الذي اعتذروا به كذب وباطل، لأن الله تعالى جعلهم في بلد آمن، وحَرَمٍ معظَّم، آمِن منذ وضع، فكيف يكون هذا الحرم آمِنًا لهم في حال كفرهم، وشركهم، ولا يكون آمنًا لهم وقد أسلموا، وتابعوا الحق١؟
قال الأزهري: "فإن قيل: كيف يكون حرمًا آمنًا وقد أخيفوا، وقُتِلوا في الحرم؟، فالجواب بأن الله ﷿ جعله حَرَمًا آمنًا أمرًا، وتعَبُّدًا لهم بذلك لاإجبارًا فمن آمن بذلك كفّ عما نُهي عنه اتباعًا، وانتهاءً إلى ما أمر به، ومن ألحد وأنكر أَمْرَ الحرمِ وحُرمَتَهُ فهو كافر مباح الدم، ومن أقرَّ وركب النهي فهو فاسق٢.
ثانيًا: المسجد الحرام
نصت أكثر آيات الكتاب الكريم على تسميته بالمسجد الحرام، كما في سورة:
_________
١ انظر: تفسير ابن كثير عند تفسير الآية (٥٧) من سورة القصص.
٢ انظر تهذيب اللغة (٥/٤٣) .
1 / 147