الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ) / (١٩٩٨
سنة النشر
١٩٩٩م
تصانيف
هو الهمّ بالنفل"١.
وقال الخطابي: "محل كتابة الحسنة على الترك أن يكون التارك قد قدر على الفعل ثم تركه، لأن الإنسان لا يُسمى تاركًا إلاّ مع القدرة، ويدخل فيه من حال بينه وبين حرصه على الفعل مانع، كأن يمشى إلى امرأة ليزني بها - مثلًا - فيجد الباب مغلقًا، ويتعسر فتحه، ومثله من تمكن من الزنا - مثلًا - فلم ينتشِر، أو طَرَقَه ما يخاف من أذاه عاجلًا٢. والله أعلم.
_________
١ انظر كتابه: المسائل في أعمال القلوب والجوارح، (٧٩)، (والمحاسبي) معروف حاله!.
٢ انظر كتابه: أعلام الحديث (٣/٢٢٥٢)، وانظر فتح الباري لابن حجر، (١١/٣٢٦) .
الفصل الأول الحدود والفروق بين الحرم والمسجد الحرام المبحث الأول: حدود مكة المكرمة، ومواقيت حرمها الأربعة من الشمال من طريق المدينة المنورة دون التنعيم١، عند بيوت نِفَار ثلاثة أميال. ومن الجنوب من طريق اليمن، طرف أضاة لَبَن على ستة أميال. وأضاة لبن، سميت كذلك لأن الجبل٢ المطل عليها يقال له: (لَبَن) بالتحريك، وقيل: _________ ١ روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: أن ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على رسول الله ﷺ من جبل التنعيم مُتسلِّحين، يريدون غِرَّة النبي ﷺ وأصحابه، فأخذهم سَلمًا فاستحياهم، فأنزل الله ﷿: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ الفتح / ٢٨. (انظر صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير، باب قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ﴾ (١٣٣ـ ١٨٠٨)، وأبو داود في الجهاد، باب في المنِّ على الأسير بغير فداء. أقول: وبطن الوادي أسفله، فيكون معنى قوله تعالى: ﴿بِبَطْنِ مَكَّةَ﴾ أي: أن جبل التنعيم من مكة، ويقع في أسفلها من ناحية الشمال، والله أعلم، انظر أسباب النزول للواحدي بتحقيق سيد صقر (ص٤٠٥) . ٢ قيل: جبل (لبن) يقال له اليوم (لُبين) عنده حد الحرم الجنوبي و(إضاة) لبن يقال لها اليوم (العُقَيْشِيَّة) نسبة إلى رجل يقال له (عُقيش) كان يملكها، (انظر أخبار مكة للفاكهي، ج٤/١٩٥) والقِري (٥٨٢) .
الفصل الأول الحدود والفروق بين الحرم والمسجد الحرام المبحث الأول: حدود مكة المكرمة، ومواقيت حرمها الأربعة من الشمال من طريق المدينة المنورة دون التنعيم١، عند بيوت نِفَار ثلاثة أميال. ومن الجنوب من طريق اليمن، طرف أضاة لَبَن على ستة أميال. وأضاة لبن، سميت كذلك لأن الجبل٢ المطل عليها يقال له: (لَبَن) بالتحريك، وقيل: _________ ١ روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: أن ثمانين رجلًا من أهل مكة هبطوا على رسول الله ﷺ من جبل التنعيم مُتسلِّحين، يريدون غِرَّة النبي ﷺ وأصحابه، فأخذهم سَلمًا فاستحياهم، فأنزل الله ﷿: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ الفتح / ٢٨. (انظر صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير، باب قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ﴾ (١٣٣ـ ١٨٠٨)، وأبو داود في الجهاد، باب في المنِّ على الأسير بغير فداء. أقول: وبطن الوادي أسفله، فيكون معنى قوله تعالى: ﴿بِبَطْنِ مَكَّةَ﴾ أي: أن جبل التنعيم من مكة، ويقع في أسفلها من ناحية الشمال، والله أعلم، انظر أسباب النزول للواحدي بتحقيق سيد صقر (ص٤٠٥) . ٢ قيل: جبل (لبن) يقال له اليوم (لُبين) عنده حد الحرم الجنوبي و(إضاة) لبن يقال لها اليوم (العُقَيْشِيَّة) نسبة إلى رجل يقال له (عُقيش) كان يملكها، (انظر أخبار مكة للفاكهي، ج٤/١٩٥) والقِري (٥٨٢) .
1 / 133