عدونا دارا، فليظهر لنا فانا نجازيه باستحقاقه، ونرفع مكانه؟ فلما ظهروا له وصح عنده ذلك، وكانوا من خواص دارا: أحدهم صاحب شرابه، فقال لهم: هل كان محسنا إليكم؟ قالوا: نعم. قال: فهل كان مسيئا إليكم بعد ذلك؟ قالوا: لا وإنما رفع غيرنا علينا، وأرذنا التقرب إليك بقتله. فقال: تجرأتم على عظيم، وجازيتم الإحسان بالإساءة! ثم أمر بقتلهم وصلبهم على الجذوع، وقال: هذه مجازاتهم، وهذا ارتفاع مكانهم.
وسب رجل لصاحب طبرستان في مجلس السلطان محمود(1) وكان معاديه فامر بضربه وعقوبته، وقال: الملوك بعضهم لبعض أقارب وإن تباعدت الأنساب، وكما يسب فى مجالسنا الملوك نسب في مجالسهم.
فيجب على الملك المداراة والتواضع لمجاوريه من الملوك؛ فمن كان اكبر منه سنا كان معه كالولد، ومن كان أصغر منه كان له كالوالد، ومن
صفحة ١٠١