الدف والشبابة والأوتار جميعها ويحتجون في ذلك بانه لم يرذ في القران العزيز ولا في الخبر الصحيح نص يدل على تحريمها ولهم فى الاحاديث التي رويت في تحريم ذلك وكراهيته مطاعن يطول شرحها. وأكثر الخلفاء من بنى أمية وبني العباس كانوا يشترون الجواري المغنيات ويحضرون بهن مجالسهم بانواع الملاهى والسماع لا يرون بذلك باسا. وقد كان لعبدالله(1) بن جعفر جارية بعشرة الاف دينار، وهى التي دس عليه يزيد(1 بن معاوية من يحتال في شرائها منه، وحملها من المدينة إلى ذمشق فوجد يزيد قد مات، فاعادها إلى سيدها عبدالله بن جعفر، والقصه مشهورة.
وقد اشتهرت أشعار يزيد بن عبد الملك(2) في سلامة وحبابة وهما مغنيتان، ولما ماتت حبابة اسف عليها ولم يدفنها أياما، ومات بعدها بقليل أسفا وحزنا. ولو أوردنا ذكر من جلس في السماع واشتغل بالغناء لاحتاج إلى تاريخ كثير يتضمن ذلك من ذكر الملوك والخلفاء والرؤساء، ثم لو اوردنا ذكر من كره ذلك وامتنع منه لكان عددا يسيرا.
وطال ما غالى الملوك والخلفاء في أثمان القينات وبذلوا فيهن نفائس الأموال، منهن من بلغت مائة ألف دينار مثل قوت القلوب جارية هارون الرشيد، وفريدة جارية المتوكل(4) ومنهن من زادت على العشرة الاف
صفحة ٢٥٠