فصل
في ديوان الجيوش وعرضهم
يجب أن يكون ديوان الجيش من أعلا الناس قدرا وأوسعهم صدرا، وأحسنهم خلقا وخلقا، وأطيبهم أصلا، وأجملهم فعلا، وأشرفهم نفسا، وأكثرهم انسا، ويكون منهم كبيرا قدره، نافذا أمره، رطها لسانه، عظيما شانه، صالحة فكرته سليمة فطرته، يرجعون إليه، ويعتمدون في آمورهم عليه، ناظرا عليهم، مشيرا إليهم، خبيرا بالحلا والعروض، ومعرفة الرجال ورتبهم وأقدارهم وموقعهم من الدولة، ويتفن أمر الحلية فلا يشتبه عليه شخص بشخص وشياة الدواب والشلاح، ولتكن له هيبه وحرمة كبيرة(1 حتى لا يجسر أحد على التذليس ولا غيره، ويحترز عند العروض فهو الأصل في انتظام أمر الجيش.
يحكى أن الإسكندر كان له جيوش عظيمة، وكان في عرضها يباشرها بنفسه، ويتقن عرض الفارس وخيله وعدته، وكان اكثر عرضه في المضائق في السفر فما كان أحد يجسر على التهاون في ما يحتاج إليه.
وكسرى أنو شروان يحكى عنه أنه أمر بعرض جيوشه لما عزم على الحروب، وكان من رسمهم أن يمر الفارس الذى هو في الطبقة الأولى
صفحة ١٥٦