قد مر دهر عليها وهي ساخرة
بما يضعضع من صرح وإيوان
43
لم يأخذ الليل منها والنهار سوى
ما يأخذ النمل من أركان ثهلان
44
كأنها والعوادي في جوانبها
صرعى، بناء شياطين لشيطان
45
وإذا كان الشعراء قبله قد تحدثوا عن بقاء الأهرام، فقد انفرد صبري بإحساسه بأنها تسخر بما يهدمه من القصور والأواوين، وربما كان يريد بذلك ما صرح به البارودي من صرح بابل وإيوان كسرى. وجميل جدا تصويره ما استطاع الليل والنهار أن يأخذاه منها بما يستطيع النمل أن يأخذه من جبل ضخم، وهو بلا ريب شيء تافه لا يؤبه له.
صفحة غير معروفة