يقلب نحو الشرق نظرة وامق
30
كأن له شوقا إلى مطلع الفجر
والجديد في إحساس البارودي أنه شعر في نظرة أبي الهول إلى الشرق أنه مشتاق إلى مطلع الفجر، فليت شعري أيريد البارودي بمطلع الفجر إشراق نور المجد على الوطن الحبيب؛ ليعود كما كان في الماضي مجيدا عظيما. وذلك إحساس طبيعي أقرب إلى النفس من إحساسها بأبي الهول رقيبا على حبيبين يركبان هودجين، كما رأينا في الشعر القديم.
ويتحدث البارودي بعدئذ عن سعادته بمحاورته للأهرام شهرا، لعله قضاه في دراسته لها، وتأمل فيما توحي به من المعاني إذ يقول:
مصانع فيها للعلوم غوامض
تدل على أن ابن آدم ذو قدر
رسا أصلها، وامتد في الجو فرعها
فأصبح وكرا للسماكين والنسر
31
صفحة غير معروفة