ووقف ظافر الحداد أمام الهرمين وبينهما أبو الهول فرآهما كالهودجين لحبيبين مرتحلين، ووقف بينهما رقيب يحول بينهما وبين اللقاء، فذرفا دموعا هي ماء النيل، وانتحبا لهذا الفراق بما نسمعه من صوت الريح العاصفة. أما المقطم فيشبه ركبا مسافرا أدركه التعب فبرك على الأرض ليستريح؛ وذلك إذ يقول:
تأمل هيئة الهرمين وانظر
وبينهما أبو الهول العجيب
كعماريتين
17
على رحيل
بمحبوبين بينهما رقيب
وماء النيل بينهما دموع
وصوت الريح عندهما نحيب
ودونهما المقطم وهو يحكي
صفحة غير معروفة