89
خانقاه البلاط (سوق الصابون)
يقول أبو ذر في كنوز الذهب: أول خانقاه بنيت في حلب خانقاه البلاط ، وسوق البلاط هو سوق الصابون الآن. ولها بابان أحدهما من السوق المذكور والآخر من شارع شرقيها، أنشأها شمس الخواص لؤلؤ الخادم عتيق رضوان، وذلك في سنة تسع وخمسمائة، واسمه مكتوب في عتبة بابها الشرقي. ووقف هذه الخانقاه على الفقراء المتجردين دون المتأهلين بحلب، كذا رأيته في مسودة تاريخ الصاحب (ابن العديم) بخطه ... ثم سد باب الخانقاه الذي من السوق وجعل صغيرا وهو باق إلى الآن على تلك الهيئة، وهجرت وردم التراب خلف بابها الشرقي، وردمت بركتها وانقطع الماء عنها، وسكنها من جعلها بيتا من جملة البيوت. ثم لما قدم الشيخ الصالح ... علاء الدين بن يوسف الجبرتي حلب ... وعمر الصاحبية والحدادية صار يتردد من الحدادية إلى هذه الخانقاه ... وأخرج التراب من بركتها ... وفتح بابها الشرقي وفتح لها في صدر أبوابها شباكا إلى الشارع ... وفتح شباكا آخر تجاه بابها الغربي في جانب رواقها ... وأخبرني من أثق به أن الجمل بحمله كان يدخل من باب هذه الخانقاه الذي في السوق ، فلما اختصر كان لا يعلم أن هناك خانقاه إلا من يدخلها، وهذا سبب فتح الشباكين.
ويقول الطباخ بعد إيراده كلام أبي ذر: أقول أدركنا هذه الخانقاه وهي على الصفة التي ذكرها الشيخ أبو ذر، إلا أن المكان الغربي من صحنها إلى بابها الغربي الذي يلي السوق اتخذته الحكومة مخفرا ... وكان ما بين الصحن إلى الباب رواقان كبيران في وسطهما قبو كبير ويعلوهما على الطرفين حجر كبير، إلا أنه لقدمه وعدم العناية به كان سائرا في طريق الخراب، فمنذ اثنتي عشرة سنة (1330ه) استأجر التاجر محمد زين الدين هذا المكان على أن يعمره مخزنا كبيرا ... وبقي من هذه الخانقاه جهتها الشرقية وهي مشتملة على صحن في وسطه حوض مؤلف من ثمانية أحجار ضخمة، وفي شماليه قاعة واسعة فيها قبة مرتفعة مبنية من الحجر، وقبلي الصحن قبلية حسنة البناء من الحجر الأصفر الذي كان بحلب من بعادين وبعضه من الحجر الأسود الذي كان يجلب من الأحص ... في وسطها قبة عظيمة الارتفاع من الحجر، وفي محرابها عمودان من الرخام الأبيض يعلوهما تاجان من المرمر منقوشان نقشا بديعا ... وحينما عمر المخزن نقل باب الخانقاه القديم إلى شمالي باب المخزن، وبني وراءه دهليز طويل ليتوصل بذلك إلى الصحن والقبلية من جهة السوق.
زاوية النسيمي (محلة: الفرافرة)
تجاه حمام السلطان زاوية صغيرة لطيفة بالقرب من المدرسة الإسماعيلية ودائرة البلدية تقع زاوية النسيمي الصوفي (ت820) الذي قتل لاتهامه بالزندقة والإلحاد، قال صاحب كنوز الذهب: «وفي أيام يشبك - بن عبد الله اليوسفي نائب حلب (ت824) - قتل علي النسيمي الزنديق وادعي عليه بدار العدل ... وكان قد أغوى بعض من لا عقل له وتبعوه على كفره وزندقته وإلحاده ... وورد مرسوم المؤيد بأن يسلخ ويشهر بحلب سبعة أيام، وينادى عليه ثم تقطع أعضاؤه ويرسل منها شيء لعلي باك بن ذي الغادر وأخيه ناصر الدين وعثمان قرايلوك؛ فإنه كان قد أفسد عقائد هؤلاء، ففعل ذلك به ...»
90
ويقول شمس الدين سامي في قاموس الأعلام: «هو عماد الدين الصوفي وأحد الشعراء المشهورين طاف البلاد، ودخل بلاد الروم في أوائل سلطنة السلطان مراد خان العثماني الأول، وبعد ذلك أتى إلى حلب فقتل بها، وله ديوان بالفارسية والتركية.»
91
ويقول الحاج خليفة في كشف الظنون: «هو عماد الدين المقتول بسيف الشرع بحلب سنة 820، وهو من تلاميذ فضل الله الحروفي.»
صفحة غير معروفة