آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد

مدحت آل فراج ت. 1435 هجري
98

آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد

الناشر

دار الكتاب والسنة،كراتشي - باكستان،مكتبة دار الحميضي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وأخبر أنه كتاب مبارك، والمبارك: الكثير البركة والخير والهدى والرحمة، وهذا لا يكون فيما يرده العقل ويقضي بخلافه. وأخبر أن الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه، ولو كان العقل يخالفه لأتاه الباطل من كل جهة. وأخبر أنه كتاب أحكمت آياته، وأنه حكيم، وأنه فصل؛ وما يخالفه العقل لا يوصف بشيء من ذلك. وأخبر أنه مهيمن على كل كتاب أي: أمين عليه وحاكم وشاهد وقيم، ولو خالفه العقل لكان مهيمنًا عليه، وكانت معقولات هؤلاء الضالين المضلين هي المهيمنة عليه، ولم يكن هو المهيمن عليها. وأخبر أنه لا عوج فيه، وأنه قيم فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا، قَيِّمًا) (١) وأي عوج أعظم من مخالفة صريح العقل له، وقال تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) (٢). ومن تدبره وتدبر ما خالفه؛ عرف أن القدح كله فيما خالفه. وعلمه بتعوج ما خالفه يعرف من طريقتين: من جهة الكلام في نفسه وأنه باطل، ومن جهة مخالفته للقرآن. وجعله سبحانه حجة على خلقه، كما قال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ

(١) سورة الكهف/ الآيتان: ١ - ٢. (٢) سورة الزمر، الآية: ٢٨.

1 / 106