آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد
الناشر
دار الكتاب والسنة،كراتشي - باكستان،مكتبة دار الحميضي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
المبحث الأول: الفطرة في الإقرار لله بالإلهية والبراءة من الشرك:
قال ابن شهاب الزهري: "يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغِيَّة (١) من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام، يدعي أبواه الإسلام، أو أبوه خاصة وإن كانت أمه على غير الإسلام، إذا استهلّ صارخا صلي عليه، ولا يصلى على من لا يستهلّ من أجل أنه سقط، فإن أبا هريرة ﵁ كان يحدث: قال النبي ﷺ "ما من مولود إلا يولد على الفطرة - ثم ذكر الحديث - ثم يقول أبو هريرة ﵁ (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) (٢).
وقال الإمام ابن القيم:
"وقال الإمام أحمد في رواية الميموني: الفطرة الأولى التي فطر الناس عليها، فقال له الميموني: الفطرة الدين؟ قال: نعم.
وقد نص في غير موضع أن الكافر إذا مات أبواه أو أحدهما حكم بإسلامه واستدل بالحديث "كل مولود يولد على الفطرة". ففسر الحديث بأنه يولد على فطرة الإسلام كما جاء ذلك مصرحا به في الحديث؛ ولو لم يكن ذلك معناه معناه عنده لما صح استدلاله" أ. هـ. (٣).
وقال الإمام البخاري: "الفطرة: الإسلام" (٤) أ. هـ.
وقال الإمام الطبري: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) قال: الإسلام مذ خلقهم الله من آدم جميعًا يقرون بذلك، وقرأ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) (٥) قال:
_________
(١) أي من الزنا.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه/ كتاب الجنائز رقم: ١٣٥٨.
(٣) بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن القيم، جمعه يسري السيد محمد. (٢/ ٢٧٧).
(٤) صحيح البخاري/ كتاب التفسير - باب (لا تبديل لخلق الله). (٨/ ٣٧٢ فتح).
(٥) سورة الأعراف، الآية: ١٧٢.
1 / 50